houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 138240 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: (الصداقة) حدود العلاقة بين الرجل والمرأة الخميس فبراير 17, 2011 12:37 pm | |
| (الصداقة) حدود العلاقة بين الرجل والمرأة
ماهر أبو عامر *
قال الله تعالى: " يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ".
وهنا نجد أن النداء لمن؟!! لأشرف وأطهر النساء، نساء النبي صلى الله عليه وسلم، هذا النداء يطالب كل امرأة تؤمن بالله وتقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعلى رأس هؤلاء نساء النبي صلى الله عليه وسلم.. الالتزام بهذيْن الأدبيْن عند التحدث لضرورة مع الرجال، فلا يخضعن بالقول، وعند القول لابدَّ أن يكون حسناً جميلاً معروفاً وفي الخير.
• وهذه العلاقة تنقسم إلى بريئة وغير بريئة:
1- العلاقة الغير بريئة: هي التي تتصف بعدم وجود موانع وعوائق لرغبات كلا الطرفين، وقد تكون بدايتها بريئة.. كالزمالة في الدراسة أو العمل.. وتنتهي بها إلى الفاحشة أو في أفضل الحالات إلى الزواج العرفي.. وهذه العلاقة بلا شك محرمة باتفاق.
2- العلاقة البريئة: وهي محل النقاش.. وتكون بين رجل وامرأة.. أو شاب وفتاة، ولكن تحدها حدود.. ويُفترض أنها لا تتطور ويشملها الأدب العام، والعرف الذي لا يخالف الشرع، وفي حدود لا يخجل كلا الطرفين من الإعلان عن هذه الصداقة.
• ولأن هذا الموضوع شائك.. فإنه يحتاج إلى توضيح من زاويتين:
- الأولى: من الناحية الواقعية والعملية.
- الثانية: الشرعية.
• أما من حيث الواقعية:
- هناك حاجة ملحة في كثير من الأحيان تفرض نفسها لإيجاد هذه العلاقة، مثل: علاقة العمل.. الدراسة من حيث الأستاذ والطالبة أو الزمالة... وهذه العلاقة من أخطر ما يتعرض له الرجال والنساء.. فالعمل يفرض عليه المكث لساعات مع الزملاء والزميلات.. وعند انعدام الجوانب التي تضبط هذه العلاقة تحدث الكوارث..
وصور ذلك: الحديث في الأمور الخاصة وبيان مواطن الضعف والرغبات.. وتبادل التهاني والهدايا.. والاتصالات المتبادلة.. إلى غير ذلك.. وفي ساعات الضعف.. وغياب الوعي والقيم.. يطمع الذي في قلبه مرض.
- ومن صور ذلك أيضاً: علاقة الطلاب ذكوراً وإناثاً.. في الكليات العملية والنظرية.. والاجتماع على التجارب والأبحاث.. فإن عُدم هذا الاتصال المباشر ضوابط القيم والسلوك.. يطمع الذي في قلبه مرض.
- وكذا اختلاط الشباب والفتيات في الدروس الخاصة.. أو خلوة المدرس بالطالبة والأحاديث العابرة.. إن خلتْ من القيم والضوابط.. يطمع الذي في قلبه مرض.
- ونخلص من ذلك.. أن الواقع في الغالب هو الذي يفرض هذا النوع من التعامل، وتحدث الصداقة بصورة غير مكتسبة.. وتيسير ما كان يصعب نيله بغير ذلك.
• وأمَّا من الناحية الشرعية:
- بداية لا يخفى على أحد.. أن الرجل بفطرته يميل إلى المرأة، والمرأة تميل إلى الرجل.
• الإسلام لا يرفض التعامل بين الرجل والمرأة في حدود لا تتعدى الحاجة التي دعت إلى هذا التعامل.. أمَّا إذا تعدى هذا التعامل إلى الأنس والراحة والانجذاب.. والحديث عن النفس والخصوصيات فهنا يتدخل الشيطان فيزين ويعطي المبررات لكي تتعمق هذه العلاقات وينتج الفساد.. (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ)..
• ولكي نكون صادقين: فالحق أنه:
لا توجد علاقة أو صداقة بين الرجل والمرأة.. أو الشاب والفتاة سواء في الجامعة أو العمل أو أي مكان، يُطلق عليها صداقة بريئة.
- وكلمة علاقة بريئة، أطلقها كل مخادع لنفسه ولغيره.. على علاقة لا ترضي الله ورسوله.. وبعيداً عن هذا كله نهمس في أذن مَن كان مقتنعاً بهذه العلاقة.
ونسأله ونسألها:
هذا الوقت الذي يجمع بينكما، والحديث الذي يدور في اللقاء الذي يجمع بينكما، أين تكتبه الملائكة.. أفي الحسنات، أم في السيئات؟!!
• إذاً البدار البدار.. بالتوبة والرجوع، وعدم الإصرار والمكابرة والتجرؤ على ما نهى الله عنه، فإن من أعظم العقوبات في الدنيا على المعاصي ألا يشعر العاصي بها بل يصر عليها.
• وأخيراً: أرجو أن لا ينخدع الرجال والنساء.. بنداء مَن يدّعي أن الصداقة أو العلاقة بين الرجل والمرأة هي الحضارة والمدنية.
• كذبوا واللهِ.. بل الشر كل الشر يكمن في قولهم.. فالله هو الخالق وهو أعلم بخلقه ما يصلحهم وما لا يصلحهم.
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا). | |
|