| يوميات فتاة مسلمة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: يوميات فتاة مسلمة الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:44 pm | |
| بينما كنت أقلب بين صفحات الانترنت..وقع نظري على قصة في قمة الروعةاسمها يوميات فتاة مسلمة..و بدأت قراءتها..و لم أرى الا و أنني بدأت أنتظر كل يوم حتى نزول الحلقة الجديدة لآقرأها..سأقوم بنقل الحلقات لكم..و الآن سأضع لكم حلقة لتقولوا إذا ما كنتم ترغبون بقراءة باقي الحلقاتأم أن هذه اليوميات سيتكدس عليها غبار النسيان اليكم الحلقة الاولى اسمي مرام، في العشرين من عمري،طالبة في كلية الطب البشري... دخلت عالم الكلية مند سنتين، فتغيرت أشياء كثيرة في حياتي, هل كبرت؟؟ ربما! لكنني واثقة أن النضج الفكري ليس له علاقة جد وثيقة بالسن... ربما حصلت تحولات في حياتي و هو ما جعلني أحس بالاختلاف
نعم، تغير المحيط تغير الأصدقاء و الأصحاب فقدت البعض و كونت صداقات جديدة... الحياة لا تتوقف و العمر يمضي... لكن ليس كل هذا ما دعاني إلى كتابة مذكراتي! صحيح أن كل تفاصيل حياة مهمة و لها قيمتها الخاصة بالنسبة إلي فأنا أرى أن كل شخص مميز بالفطرة، لأن الله عز و جل خلقه مختلفاً عن غيره من البشر لذا فكل فرد استثنائي بمجرد وجوده و اكتسابه لكينونة مستقلة و... يبدو أنني سأبحر في الفلسفة دعونا نعود إلى موضوعنا... اممم، ما الذي دعاني إلى كتابة مدكراتي؟ نعم... إنه إحساس مختلف بنفسي... إحساس بكوني قد ألعب أدواراً هامة في مستقبل بلدي و أمتي... ليس أن أكون محط الأنظار و حسب، لكن أن يكون لي تأثير في الناس من حولي أن أصنع تغييراً في حياة كل من يلتقي بي جميل أن تدرك قيمة نفسك، لكن الأجمل أن يضاف إليه إحساس غيرك بقيمتك... هذا لا يعني أنه لم يحس أحد بقيمتي حتى اللحظة!! فأنا محبوبة من أهلي و إخوتي و رفيقاتي و أساتدتي و و و... لكن، ماهي إضافتي إلى كل هؤلاء؟؟ اليوم، اليوم فقط أحسست بأنني قادرة على الإضافة شعور يملأني سرورا و يملأ كياني حتى ما عاد يضاهيه شعور آخر إحساسي بأن الله يستخدمني لخير عباده و لا يستبدلني... هل جربت هدا الإحساس؟ (جرب و لن تندم...) كنت دائما أتطلع إلى أن أكون ذات نفع للآخرين لكنها ظلت أفكاراً نظرية أكثر منها تطبيقية إلى حد... إلى حد يوم من الأيام فنحن تقريباً طوال دراستنا نأخد من الجميع و لا نعطي شيئا! نأخد من آبائنا و أمهاتنا، وقتهم و جهدهم و مالهم و حنانهم و رعايتهم... نأخد من الأساتدة و المعلمين و المدربين طاقاتهم و معرفتهم... و صبرهم و سعة صدورهم كما نأخد من الطبيعة من حولنا ثرواتها الطبيعية، و نلقي بفضلاتنا فيها (ليس نوعاً من العطاء المستحب ) و نقول في كل يوم : أريد أن أكون إيجابياً !! أما آن لهذه الشعارات التي نتغنى بها، كشباب مثقف، ليلاً و نهاراً دون أن نبدي حراكاً، أن تتحول إلى واقع، إلى حقيقة ملموسة، فنعطي شيئا؟؟ و الحقيقة أنني لم أكن أختلف عن الجميع في التشدق بالشعارات البراقة، و إلقاء الكلمات الرنانة على أسماع زميلاتي، فينظرن إلى فصاحتي و أفكاري الإبداعية بإعجاب ثم أنظر إلى نفسي و أقول : كفاك نفاقاً !! إلى أن جاء يوم... كان دلك مند حوالي أسبوعين، كنت جالسة في المكتبة العمومية، أطالع مجلداً ضخماً من المصطلحات الطبية المعقدة، التي لم أتعود عليها بعد... حين تناهى إلى مسمعي أصوات تتحدث بصوت عال غير بعيد عني. رفعت رأسي في انفعال واضح : يا عالم ياناس، أريد أن أركز!! ألا تكفيني المعادلات المعقدة و التركيبات الغريبة التي أكتشفها كل يوم في جسمي، فتشعرني تارة بالغثيان و تارة بالفزع و أخرى بالدهشة و الحيرة أمام عظمة الخالق، ليأتي بعض المشوشين و يفسدوا علي محاولاتي المتكررة و غير المجدية للتركيز !!!! طبعاً لم تنبس شفتاي بكلمة مما ورد سابقاً، بل اكتفيت بالعض على شفتي و التمتمة في حنق : لا حول و لا قوة إلا بالله!! التقطت أذناي كلمات استرعت انتباهي، فما لبثت أن تركت ما بين يدي، و نسيت أصلاً أي مصطلح كنت بصدد المراجعة، و رحت أتابع الحديث باهتمام... كانت الفتاتان تجلسان غير بعيد عني، مما جعل الحوار مسموعاً تماماً من حيث أجلس... كان الحزن الشديد بادياً على إحداهما، و كان في صوتها غصة، تغالب دموعها بصعوبة فيخرج صوتها مبحوحاً... ـ ... المرض في وضع متقدم، و الطبيب يقول أنه إن لم تجر العملية في أقرب وقت فحياتها ستكون مهددة!! ـ يا حبيبتي يا نهى، شفى الله أمك و عافاها! إن شاء الله بعد العملية ستكون بخير، لا داعي للقلق، و احمدي الله أنكم اكتشفتم المرض قبل فوات الأوان... ـ المشكلة ليست هنا يا حنان! المشكلة أن العملية بااااهظة الثمن جداً !! و لن يكون في مقدور أبي أن يوفر ثمنها بسهولة... و أنت تعلمين أن مصاريف الكلية ليست بالقليلة عليه، و مصاريف إخوتي الصغار أيضاً... أبي مهموم جداً هذه الأيام، حاله النفسية أسوأ من وضع أمي الجسدي، إحساسه بالعجز يقهره! كما أنه لا يجد من يقرضه المبلغ... تنهدت الفتاتان في حرقة... و سرحت ببصري للحظات و قد استولت علي حالة من الدهول أين الإيجابية يا مرام؟؟ أين روح المبادرة؟؟ و وجدتني أقف فجأةً وسط القاعة بحركة مفاجأة أوقعت الكرسي و جعلت كل العيون تتوجه نحوي في دهشة فنظرت حولي في خجل، ثم جمعت أدواتي على عجل و خرجت من القاعة لا ألوي على شيء... إنها فرصتك يا مرام... فرصتك ليستخدمك الله فلا تضييعيها... <<<<<<< تابعونا >>>>>>> | |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: الحلقة الرابعة الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:55 pm | |
| الحلقة الرابعة هممت بأن أصرخ في وجهه و ألقنه درساً في احترام الدين الإسلامي ... لكن مرت بذهني فجأة آية كريمة أحبها : ((لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)) و ((وجادلهم بالتي هي أحسن))...
فأخذت نفساً عميقاً للسيطرة على انفعالي ثم قلت في ثقة : ـ ليس من خلق رسولنا الكريم أن يرد على استفزازات المشركين، و نحن نسعى إلى أن نكون على خطاه، لذلك لن أرد عليك ... كما أنني آسفة لأنه يجب أن أنصرف فليس من خلق الفتاة المسلم أن تجلس لمجادلة الرجال دون حياء، لكن إن شئت يمكننا أن ننظم جلسة نقاش يحضرها الشباب المسلم لتبادل الأفكار... حينها سمعت صوت من خلفي يقول في صلابة و حزم : ـ أنا أول المشاركين في الجلسة إن شاء الله! التفتت دهشة إلى مصدر الصوت... رأيته واقفاً أمامي، تقدم بكل هدوء و سحب مقعداً ليجلس قبالة الشاب اللبناني و هو يقول : ـ اعذراني إن قطعت حواركما، لكنه يبدو شيقاً بالفعل، و يهمني أن أشارك... كان من الواضح أنه استمع إلى قسم من حوارنا. أحسست بالسعادة... فقد جاءت المساندة! لم أكن أعرف الشاب القادم بصفة شخصية لكنني أراه كثيراً في المكتبة، و يبدو عليه أنه طالب مجتهد. يجلس في ركن قصي حيث لا يضايقه أحد، لا يرفع رأسه عن كتبه... ربما من التركيز الشديد... و ربما غضاً للبصر... تكلم دون أن ينظر إلي بمثل وقاحة الكثير من الشباب اليوم : ـ بعد إذنك أختي... سأتكفل بحجز إحدى القاعات، و أضع إعلاناً على لوحة الإعلانات حتى يشاركنا كل من يريد أن يدلي بدلوه، و سأحرص على أن يكون الحوار منظماً و حضارياً، دون تبادل الاتهامات المخزية و أو استعمال حجة الحنجرة و الاستفزاز... ما رأيكما في مساء الأربعاء؟ لم نملك إلا أن نوافق و قد بدا أنه سيطر على الموقف تماماً... لكنني كنت سعيدة، ربما لأن الإسلام لا يزال بخير ربما لأنني كنت في موقف عصيب و وجدت من يقف معي و هو لا يعرف عني سوى أنني أخت في الله و ربما... لكن الأكيد هو أنني أحمد الله كثيراً لأنني لم أتسرع بالقيام بردة فعل عصبية كانت كفيلة بإفساد كل شيء في لحظات فتشوه صورة الإسلام و المسلمين و تضيع فرصة الحوار بين الأديان... و تجعلني في موقف حرج و فظيع أمام الشاب الشهم الذي أنقذ الموقف... يوم الأربعاء، يكون بعد غد... و بالفعل كان الإعلان يحتل صدر اللوحة صباح الغد... و رأيت عدداً من الشباب يقفون لمطالعته و كانت صديقتي راوية متحمسة جداً لحضور الجلسة، و لم تكن تعلم شيئاً عن السبب الأساسي لعقدها... إنه مساء الأربعاء... وصلت باكراً إلى الكلية رفقة براوية التي بدت في غاية الاستعداد و قد أحضرت معها عدداً من الكتيبات الدعوية لتوزيعها على الحاضرين ما شاء الله على حبيبتي راوية... لا يفوتها شيئٌ! لازال أمامي مشوار طويل حتى أكون في إيجابيتها و تفكيرها السليم... لم يكن هنالك عدد كبير من الطلبة في الساحة... فليس هناك محاضرات هذا المساء... كنت أنظر في الوجوه، كأنني أبحث عن شخص معين... كنت بالفعل أبحث عن شخص معين، و قد انتابني القلق... هتفت راوية منفعلة : ـ إنها فرصة رائعة أن نتمكن من التحاور مع الطلبة المسيحيين بصفة مباشرة، فكم كنت أتمنى أن تتاح لنا الفرصة مند زمن! بارك الله في صاحب الفكرة و جزاه عنا كل خير... هززت رأسي موافقة و لم أنبس ببنت شفة... لاحظت راوية شرودي فهمست : ـ هل هناك ما يقلقك؟ ـ أنا؟؟ لا أبداً! لكنني متوترة قليلاً، فالحوار لن يكون سهلاً، علينا أن نتوقع دفاعاً متيناً من الطرف المقابل ـ لكننا أصحاب الحجة الأقوى! لا تخافي، سيقوم الشباب بالواجب... بدأ المهتمون بموضوع النقاش يتوافدون على الكلية، ثم فتح أحد الشباب باب قاعة المحاضرات من الداخل، و دعا الجميع إلى الدخول... أخذنا مقاعدنا في الصفوف الخلفية، حيث جلس الشباب من الأمام. و امتلأت القاعة شيئاً فشيئاً... ، الحمد لله على هذا الجمع الغفير... اللهم وفق الشباب إلى حسن الدفاع عن دينك و تبليغ و لو كلمة عن رسولك الكريم صلى الله عليه و سلم. ثم رأيت بطلي يدخل من الباب الجانبي يحمل رزمة من الأوراق، و معه شابان آخران يحملان رزماً مماثلة و شرعا في تمريرها إلى صفوف الجالسين. أحسست بخفقان قلبي يشتد... ماذا دهاك يا مرام!؟ اهدئي!! إنه شاب شهم، مسلم و يحب دينه و كفى! لا تتركي الأحلام، أو بالأحرى الأوهام تسيطر عليك... فأنت بالكاد تعرفينه! غضضت بصري، و انغمست في قراءة الورقة التي وصلت إلى يدي بعد أن انتشرت الأوراق على الحضور... كانت تشرح بأسلوب بليغ و حضاري أهداف اللقاء، و تؤيد حرية التعبير عن الآراء بما في ذلك الدين، و تضمن للجميع حقهم في المشاركة... و السؤال..ماذا سيحصل في هذه المناظرة..؟ <<<<<< تابعونا >>>>>>> | |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: الحلقة الخامسة الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:56 pm | |
| الحلقة الخامسة سمعت صوته عبر مكبر الصوت يفتتح اللقاء...
كان عدد من الشباب يقف على المنصة منهم المسيحي و منهم المسلم، و قد تعرفت بالفعل على الشاب اللبناني الذي التقيته سابقا في المكتبة
و كعلامة على احترام الرأي المخالف كان الشاب اللبناني أول المتكلمين! تكلم بطلاقة و هدوء... تحدث عن السلام و حب الآخر، و عن دعوة المسيح إلى الائتلاف... ثم تكلم شاب ثان مسلم عن الإله الواحد و معنى التوحيد في الإسلام و مخالفة المسيحية المحرفة لمعنى الألوهية... و بدأ الحاضرون من الجلوس يطلبون الكلمة، كل يشرح عقيدته و يرد على حجة الطرف الآخر دون تعصب أو غضب... كنت أنظر إلى إخوتي المتكلمين باسم الإسلام بفخر و اعتزاز لانتمائي إلى هذا الدين و هذه الأمة...
إنني حقا خجلة من نفسي... رغم ما أدعيه من ثقافة دينية و معرفة عميقة للشريعة الإسلامية، فإنني لا أجد الحجة المناسبة في الوقت المناسب!! بل إنني أتوه عندما يوجه إلي أحد المسحيين سؤالاً، فالجواب يبدو لي بديهياً و لا أجد سبيلاً إلى إيصال المعلومة التي باتت حقيقة بالنسبة لي لا تقبل النقاش!!!
ربما لأنني لم أهتم يوماً بفهم وجهة نظر الطرف المقابل، لا أحاول أن أجيب على أفكاره و قناعاته بقدر ما أعمد على السخرية منها و اعتبارها أقاويل مفروغ من تفاهتها...
لكن ما رأيته في اللقاء من سعة صدر و تفهم و احترام للحجج المخالفة كان درساً بالنسبة لي حول كيفية الأخذ بزمام الحوار...
خاصة حين تكلم بطلي... تكلم بهدوء و موضوعية، محاولاً إيجاد نقاط الالتقاء بين الآراء التي وقع الإدلاء بها سابقاً، ثم متعرضاً إلى نقاط الاختلاف الجوهرية و إلى التكملة التي جاء بها الإسلام بالنسبة إلى النصرانية... و إلى نقاط التحول التارخية التي جمعت الديانتين، مستنداً إلى تصريحات بعض المسيحيين الذين أسلموا و ما عرضوه من نقاط ضعف في الدين المسيحي المحرف...
و وجدتني فجأة أطلب الكلمة...
وقفت وسط الحضور و تناولت مكبر الصوت لأتحدث عن ما أعرفه من مطالعاتي و البرامج الثقافية التي أشهادها. تحدثت عن يوسف إيستس Yusuf Estes ، المبشر النصراني الأمريكي الذي أسلم بعد أن اقتنع بهشاشة دعوته، و تفرق مذاهب قومه و بني ديانته السابقة حين اصطدم بمتانة حجة الإسلام و سلامة القرآن من التحريف... و وجدتني أتطوع لنسخ محاضراته و مد كل من يرغب في الاستماع إليها بها...
حين أنهيت كلمتي، كنت ألهث من الانفعال. جلست، فعانقتني راوية في فرح : ـ لقد كنت رائعة يا مرام!! ـ حقا؟! ـ نعم!!! لقد تكلمت بثقة و اتزان، و كانت العيون مركزة عليك، لقد أحسنت ختم اللقاء! ـ ...
انتهى اللقاء الممتع على أحسن ما يرام، و خرجت برفقة راوية تعلو وجوهنا ابتسامة عريضة... الحمد لله
ـ كانت فرصة مميزة... ـ نعم، أرجو أن نعيدها مرات و مرات... ـ لاحظت أن عدداً من الحاضرين ليسوا من الملتزمين! ـ معظمهم جاء للاستماع و الاستفادة، ربما هداهم الله عبر مثل هاته اللقاءات... ـ بل أن بعض الفتيات اللاتي طلبن الكلمة لسن من المحجبات، و أجدن الحجاج، سبحان الله... اللهم اهدهن إلى الحجاب و نور بصيرتهن... ـ اللهم آمين...
ـ هل لاحظت الشاب الذي كان ينظم الحوار و الذي استلم الكلمة في الأخير فأحسن التعبير؟
بوغتت بالسؤال... إنها تتحدث عن بطلي!!
تظاهرت بعد الاهتمام و قلت في غير اكتراث :
ـ عن أي شاب تتحدثين؟ كل الشاب الحاضر كانوا مميزين، ما شاء الله... ـ نعم، نعم أكيد... لكنني أتحدث عن منظم اللقاء، الذي دخل في البداية و وزع الأوراق
يا إلهي! إنها كانت ترقبه منذ البداية هي الأخرى!! معقول؟؟ صحيح أنه شاب مميز، و من الطبيعي أن يلفت انتباه كل الفتيات الملتزمات! يا لحظي!!!
قلت متظاهرة بعدم المبالاة : ـ نعم، أظن أنني عرفت عمن تتحدثين... ما به؟ ـ إنه ابن جيراننا... و أخته صديقتي، و تأتي إلى منزلنا كثيراً... و قد فوجئت حين رأيته يشرف على الحوار و يقود الجلسة! إنه شاب متخلق و مهذب جداً... لا يصافح البنات، و لا يكلمهن إلا في ضرورة... تصوري أنهم جيراننا منذ أكثر من خمس سنوات و لم نتحدث يوماً ! بل إنه حين يمر بي يكتفي بإلقاء التحية و يغض بصره بسرعة، حتى ظننته من النوع الخجول الذي يستحي من أخذ الكلمة... ففوجئت اليوم بطلاقة لسانه و ثقته العالية بنفسه!
ـ نعم يا حبيبتي راوية... فالشباب اليوم لا يتورعون عن الوقوف طويلاً مع الفتيات و مبادلتهن الأحاديث و الدعابات، و يسمع ضحكهم من آخر الساحة... حتى بات الشاب الملتزم يعتبر معقداً... مثلما تعتبر البنت التي تتصرف بحياء معقدة... حتى أصبح الكثيرون يتهكمون و يتفكهون بقولهم : المعقدون للمعقدات، عوض الطيبون للطيبات!!!
قطع علينا حوارنا صوت شاب ينادي برفق من خلفنا : ـ معذرة يا فتيات، هل لي أن أقاطعكن للحظات... تسمرت في مكاني، و استدرت ببطء لأكتشف المتكلم... من يكون يا ترى؟؟ اممم... كان الشاب اللبناني المسيحي! غير معقول... ماذا يريد!؟
لم تنطق إحدانا بكلمة من فرط المفاجأة، فأردف قائلاً : ـ آسف على الإزعاج، لكنني سمعتك تقولين في القاعة أنك مستعدة لمد كل من يرغب بأشرطة و خطب المبشر الذي أسلم... فهل لي أن أحصل عليها؟
عقدت الدهشة لساني، لكنني هززت رأسي علامة الموافقة و تمتمت كلمات غير مفهومة
حين انصرف، تبادلت مع راوية نظرة طويلة ذات معنى ثم انفجرنا ضاحكتين...
^.^ ونحن أيضاً ضحكنا معكما الكثير من التساءلات ترودنا رأسنا اليوم يا مـــــــرام إلى أين ستذهب بنا يومياتك..؟
<<<<<< تابعونا >>>>>>
| |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: تتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:58 pm | |
| تتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة هاته المرة لم أكن في المكتبة العمومية... إنها فترة التمرين، أقضي معظم يومي في المستشفى، أقوم بأعمال الممرضات في أغلب الأحيان...ماذا أفعل؟ لست بعد في مقام الأطباء...يا رب وفقني و صبرني على السنوات المتبقية!! لم أعد أطيق الانتظار خاصة حين أرى معاملة الأطباء اللاإنسانية للمرضى هنا!! شيء لا يصدق... الأطباء، و الممرضون الذين من المفروض أن يكونوا ملائكة الرحمة، يعاملون المرضى بقسوة و لا مبالاة... قد يقضي المريض يومه بين توجع و أنين دون أن يهتم به أحدهم أو يعيره أدنى اهتمام...
يا الله، هل سأصبح مثلهم في يوم من الأيام؟؟ يقولون أن الاستماع المستمر إلى الصراخ و الأنين يجعلك لا تسمعه و لا تحس به، كأنه جزء من السمفونية اليومية التي تعزفها الحياة حولك!! هل التعود على آلام الآخرين يدفع بالقلوب إلى القسوة و التحجر؟؟ حين دخلت للمرة الأولى إلى قسم الأطفال المعاقين، لم أتحمل المشهد... دمعت عيناي، و تراجعت، لم أستطع أن أحتضن الطفلة التي كانت عند قدمي تمد إلى يديها لأرفعها، لأنها وقعت عن فراشها و هي مشلولة القدمين لا تقوى على الوقوف... ثم رأيت الممرضة التي رافقتني، تحملها بحركة سريعة، كأنها ترفع صندوقاً خشبياً... و تعيدها إلى مكانها في عنف واضح، و تولي عنها دون أن تحاول الكشف عن الأضرار التي لحقتها عند السقوط... و تعالى بكاء طفل آخر في أقصى القاعة... أحسست بقشعريرة... هل خلقت فعلاً لأكون طبيبة؟؟ أنا لا أتحمل تألم الآخرين أمامي... فكيف سأقوى على تضميد الجراح العميقة و خياطتها؟؟ كيف سأجري العمليات المعقدة و أفتح البطون و أعبث بمحتويات الأجساد؟؟ رمقتني الممرضة و أردفت مبتسمة : ستتعودين... كلنا كنا مثلك في البداية، لكن بطبيعة العمل ستصبح أشياء عادية بالنسبة إليك. نعم؟؟؟؟ أصبح مثلكم، قاسية القلب، عديمة الرحمة؟؟ شكرا يا حبيبتي!! أفضل أن أبقى على حساسيتي، على أن أفقد أسمى ما في الإنسان : مشاعره الإنسانية!! خرجت من القاعة بسرعة، حتى لا أفقد أعصابي... و... فجأة اصطدمت بشخص ما، إذ لم أكن مفتوحة العينين تماماً... و قد استغرقني التفكير في مستقبلي المهني التفت مرتبكة لأعتذر من الشخص الذي تسببت في إيقاع دفاتره و بعثرة أوراقه على الأرض... و... انعقد لساني من المفاجأة... غير معقول!! من؟؟ إنه هو! هو بشحمه و لحمه و لا أحد غيره! ... سارع بالانحناء ليجمع أوراقه، قبل أن أهم أنا بجمعها... انتظرت حتى فرغ من إعادتها إلى مكانها، لأقول بصوت خفيض و متلعثم : ـ آسفة... لم أنظر أمامي... لكنه قاطعني بابتسامة مؤدبة : ـ لا عليك أختي... ثم قال متفكراً بعد أن استقام في وقفته ـ ألست الأخت التي شاركتنا في لقاء الأديان مند أسبوعين؟ إنه يذكرني!! غير معقول!! اهتز قلبي من الطرب... سأرقص في مكاني!! غضضت بصري بسرعة و قلت في حياء : ـ نعم، لقد كان لقاء رائعاً، و التنظيم غاية في الإحكام، كما كانت الكلمة الأخيرة مؤثرة بالفعل... اتسعت ابتسامته و هو يقول : ـ أردت أن أشكرك لأنك بمبادرتك أتحت للجميع فرصة التعبير عن آرائهم، و أنا أولهم، فقد كنت أخطط لمثل ذاك اللقاء منذ فترة لكنني لم أجد الفرصة المناسبة... صمت للحظات، ريثما همهمت بكلمات غير مفهومة لأنفي عن نفسي أي فضل، ثم أردف قائلاً : ـ كما أشكرك جزيل الشكر على الأشرطة التي انتشرت في الكلية، حتى وصلني أحدها، فقد وجدت فيها الكثير من الحجج التي أعجز عن العثور عليها في أي مرجع آخر، لأن الرجل يتكلم من وجهة نظر المسيحي ثم يرد من وجهة نظر المسلم، إنه لشيء رائع حقاً... أحسست أن وقفتنا طالت أكثر مما يجب، و الممرضة توشك على الخروج في إثري. لاحظ أنني تطلعت ناحية الباب فقال : ـ أنا آسف، لأنني آخذ من وقتك، لكن لم تتح لي الفرصة سابقا لأشكرك... و إنها لفرصة طيبة أن أراك هنا... يا إلهي... أحس أن لوني تحول إلى الأحمر القاني... وجهي سينفجر... النجدة!! ـ هذا من لطفك يا أخي... ـ على العموم، أنا أقوم بتربص لمدة شهرين هنا... إن احتجت إلى أية مساعدة، تجدينني في المكتب المقابل... أعلم أن تجربة التمارين الأولى قد تكون مرهقة... كما أنني أمتلك بعض المراجع التي قد تفيدك... ثم استطرد ضاحكا : ـ على الأقل أكون قد رددت جميلك... ابتسمت بدوري، ثم حييته باقتضاب و انطلقت إلى غرفة التحاليل... ... ____ <<<<<<< تابعونــــــــــا >>>>>>> | |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: الحلقة السادسة الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:59 pm | |
| الحلقة السادسة أطلب منه المساعدة؟؟ مستحيل!! ليس لأنني أترفع عن طلب المساعدة من أحد...لكنه شخص غريب...لا يكفي أننا التقينا مرتين أو ثلاثة قبل الآن لأسمح لنفسي بمبادلته الأحاديث! لكنها فرصتك يا مرام...من الواضح أنه معجب بك، و قد شكرك بنفسه، و هو يعترف لك بالفضل في قيام الملتقى... نعم، إنه يشركني على مساهمتي و حسب...لذا لا يجب أن أبحر كثيراً في أوهامي... أو أن أسمح لأحاديثي معه أن تتجاوز حدود اللياقة و الاحترامحادثة اليوم ليست مسوغاً لإقامة علاقة صداقة أو أياً كانت!! أنت هكذا تغلقين الأبواب جميعهاً...اتركي له الفرصة، لا تعطي المسألة أهمية أكثر مما تستحق، و دعي الأحداث تسير بطبيعتها... على أية حال، أمامك أسبوع كامل تقضينها معه في نفس المستشفى و قد تسنح بعض الفرص لتتحدث فلا تنفري منه! آخ رأسي!!تعبت من التفكير... ـ مرام، هلا أتيت إلى هنا... سارعت إلى الطبيبة التي كانت تدخل امرأة قد بدا عليها الإنهاك إلى غرفة الإنتظار ـ قومي بفحصها، ثم خذيها إلى غرفة الأشعة، لتصوير الجمجمة...
اقتربت مسرعة من السيدة و تناولت ذراعها لتتوكأ علي، إذ كانت تتحرك بصعوبة بادرتها و أنا أجس نبضها : ـ ما الذي حصل معك؟ ـ وقعت من أعلى السلم، فأصبت في رأسي... دقات قلبها ضعيفة... الحال لا تبشر بخير... تحسست موقع الإصابة التي توقفت عن النزيف. ثم سارعت أقيس ضغط دمها... الحالة خطرة بالفعل!! أجلستها على السرير في قاعة الفحوصات ثم انطلقت إلى الطبيبة مسرعة : ـ دكتورة... حالتها خطرة، لا يجب أن تتحرك، بل يجب أن تخضع إلى عملية في الحال... دقات قلبها ضعيفة جداً و مستوى ضغط الدم ينذر بهبوط حاد... أشك في نزيف داخلي... قاطعتني الطبيبة في صرامة : ـ قلت لك خذيها لتقوم بصور الأشعة... و لا تحاولي أن تلعبي دور الطبيبة، فما تعلمته في الكلية يبقى مجرد نظريات مقارنة بالتجربة و المعاينة... لذا أطيعي أوامري! ـ و لكن... ـ مرام! عدت إلى قاعة الفحوصات على مضض. كانت السيدة تشعر بدوار، ساعدتها على الوقوف و أنا أقول محاولة رسم ابتسامة مشجعة على وجهي : ـ سيكون كل شيء على ما يرام، سنذهب معاً إلى قاعة التصوير بالأشعة، استندي علي... تفضلي من هنا... وقفت السيدة مترنحة و بدت ذراعها مرتخية و هي تقول : ـ هل مازال وليد في الخارج؟ طلبت منه أن يحضر لي قطعة من الحلوى لأنني أحس بالضعف... ـ من هو وليد؟ ـ إنه ابني، و قد أحضرني إلى هنا بالسيا... لم تتم الجملة، بل انقطع صوتها فجأة و ارتخت ذراعها تماما، لتسقط على الأرض بلا حراك لم أتمالك نفسي أن صرخت : النجدة... لم أعرف ما الذي يجب أن أفعله أمام هول المفاجأة... لبثت المرأة مسجاة أمامي، للحظات قبل أن يهرع "فتى المواقف الصعبة" لنجدتي بعد أن سمع الصرخة المدوية التي أطلقتها... سارع بحمل السيدة على ذراعيه دون أن ينبس بحرف، تبعته إلى قاعة الفحوصات، حيث قام بمعاينتها بسرعة و خفة قبل أن يهتف في جزع : ـ نحتاج إلى إنعاش سريع... إنها تموت!! شهقت في هلع... كان عدد من الممرضين قد تجمع في القاعة على إثر البلبلة التي حصلت في القسم، و وجدت الطبيبة التي أصرت على قيامها بالصور تقف أمام الباب و قد حاكى و جهها وجوه الموتى من اشتداد الاصفرار... سارع البعض إلى تجهيز غرفة الإنعاش و صعقات الكهرباء، في حين تابع المنقذ محاولاته اليائسة بالضغط المستمر على صدرها... ثم ما لبث بعد عدة محاولات أن رفع رأسه في أسى، ليواجه العيون المتسائلة في وجوم : ـ فات الأوان... لقد فارقت الحياة... تملكتني نوبة من البكاء الحاد، لم أستطع السيطرة عليها أول مرة أرى شخصاً يموت أمام عيني... خاصة أنه كان بإمكاني إنقاذها… كنت أحس بأسى شديد، و قلبي يتقطع من الحزن… يا إلهي… اغفر لي يا رب… جاء رئيس القسم بسرعة و على وجهه تكشيرة مخيفة، و نادى الطبيبة المشرفة، ثم بعد لحظات عاد ليناديني إلى مكتبه! تبعته في رعب شديد و أنا بالكاد أرى الطريق أمامي بعد أن صارت الرؤية ضبابية بسبب الدموع مررت على الممرضين الواقفين أمام القاعة و سمعت بعضهم يهمس : ـ مسكينة، لم يمض على وجودها في المستشفى أيام قليلة و ها قد تسببت في وفاة إحدى المرضى! لم أستطع أن أرد، بل ارتفع نحيبي ثانية بعد أن أفلحت في السيطرة عليه بصعوبة شديدة أنا لم أقتلها… لم أقتلها!! ليس ذنبي، صدقوني!! جلس رئيس القسم خلف مكتبه و أخذ يلهو بالقلم بين أصابعه في عصبية واضحة، ثم أشار إلى الطبيبة التي كانت تقف إلى جانبي قبالة المكتب… ـ أخبريني إذن، ما الذي حصل بالضبط؟؟ ابتلعت الطبيبة ريقها بصعوبة و قالت : ـ جاءت المصابة في حالة يرثى لها، و قد كان من الواضح أن إصابتها في مستوى الرأس بليغة، لذلك طلبت من الطالبة تحت التمرين… مرام، أن تقوم بمعاينتها و جس نبضها… فأكدت لي أن ضغطها طبيعي و نبضها لا يصل إلى مستوى حرج… اتسعت عيناي من الذهول… ما الذي تقوله هذه المرأة؟؟ إنه الكذب عينه!! هممت بأن أفتح فمي لأحتج، لأدافع عن نفسي… صحيح أنني مبتدئة، لكنني أطبق ما أتعلمه و أبذل قصارى جهدي… إنها أمانة يا ناس، أمانة يا عالم!! أرواح الناس أمانة بين أيدينا و ليست لعبة!!! لكن الطبيبة قاطعتني ثانية لتقول : ـ لا يمكن أن نحاسب طالبة في الصف الثاني على خطأ مماثل… لكن من الضروري أن نضع الطلبة من الآن فصاعداً تحت المراقبة الصارمة، لتجنب أخطاء فظيعة قد تودي بحياة البشر، فأرواح الناس ليست لعبة!! تملكني إحساس فظيع بالضياع… أحسست بأنني وحيدة، و مستضعفة، و مظلومة… يا الله رحمتك! استندت على الحائط حتى لا أسقط… لم أسمع بقية ما قيل، بل استيقظت على صوت رئيس القسم الأجش يأمرني بالانصراف… | |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: الحلقة التاسعة الثلاثاء يونيو 28, 2011 4:03 pm | |
| الحلقة التاسعة
صرت أتحاشى رئيس القسم قدر الإمكان. حين أراه قادماً أحاول الخروج من القاعة إن كان ذلك ممكناً أو أن أتحدث مع شخص ما أو أنهمك في العمل... و هو يبتسم لي في كل مرة، ابتسامته الكريهة... و إذا أفلح في محاصرتي ـ رغم كل المحاولات ـ فإنه يسألني عن سير العمل و يعرض مساعدته كالعادة... و هو ما كنت في غنى عنه تماااااماً!! مرت الأيام ثقيلة على قلبي... و أنا أتنهد مع كل نهاية دوام! الحمد لله يوم آخر، و تنتهي معاناتي... لم يبق سوى يوم واحد و أغادر هذه المستشفى بلا رجعة... يا رب! لم أكن أتوقع أن يكون التمرين قاسياً علي إلى تلك الدرجة... العمل ممتع، و العلاقة مع المرضى تشعرني بالقرب من الله... تشعرني برسالتي في الحياة... لكن الوحوش البشرية... تضيق علي الخناق، و تفسد علي متعتي... انتهى يومي الأخير! قمت بجولة في القسم، أسلم على زميلاتي و على المرضى. جمعت أدواتي في محفظتي و هممت بالمغادرة... لكن، كان لا بد أن أمر على مكتب رئيس القسم لأستلم مطبوعة التقييم ممضاة من طرفه. هذا ما تطلبه الكلية! و ليس لدي خيار... استعددت ثانية لمواجهته... ستكون المواجهة الأخيرة بإذن الله، الحمد لله أنها لن تتكرر... استجمعي شجاعتك يا مرام، و اذهبي إليه الآن... طرقت الباب بهدوء و انتظرت إذنه بالدخول... لم يلبث أن سمح لي. دخلت و تركت الباب مفتوحاً... نظر إلي مطولاً، لم يحاول أن يمد يده. الحمد لله... لكنه ابتسم من جديد و قال : ـ إنك يا مرام فتاة متميزة و مثال للانضباط و الأخلاق العالية و قد سررت حقا بعملك معنا هذه الفترة... و متأسف لمغادرتك بسرعة! همهمت بكلمات شكر و امتنان لحسن معاملة الفريق لي... وقف من مجلسه و تقدم ليقف أمام المكتب ثم دعاني إلى الجلوس برفقته في مقعدين متقابلين أمام المكتب. ترددت لكنه أردف بلهجة جادة : ـ أريد أن أحدثك في موضوع هام... اجلسي أرجوك... كان الباب ما يزال مفتوحاً. طيب، سأجلس... جلس قبالتي و عقد يديه أمام صدره و قال : ـ أريدك أن تستمعي إلي جيداً، و أن تفكري في عرضي بجدية... استر يا رب! أي عرض سيعرضه علي هذا الشيطان؟! تنحنح و استوى في جلسته ثم مال إلى الأمام قليل و هو يقول : ـ عزيزتي مرام، أنا معجب بك جداً... و قد لفتت انتباهي منذ أول يوم رأيتك فيه هنا. كما أنه يبدو عليك الحشمة و الخلق الحسن و هو شيء مفقود في بنات هذه الأيام. و أنا أقدر الفتاة التي تتمتع بخصالك... طيب، و بعد... إلى أين يريد أن ينتهي؟! ـ مرام، ما رأيك في أن تتزوجيني؟ صعقت من المفاجأة! كتمت صرخة كادت تفلت من حلقي... ماذا يريد؟! أن أتزوجه؟! إنه في سن أبي!! ألا يخجل من نفسه؟! واصل غير مبال بعلامات الدهشة التي ارتسمت على ملامحي : ـ أنت طبعا تعلمين أن الفتاة التي سيكون من حظها أن تتزوجني ستتمكن من الحصول على التخصص الذي تريد، لأنني من أعضاء لجنة التوجيه... كما أنها ستعيش في منتهى الرفاهية و السعادة... و اتسعت ابتسامته و لم تزدني إلا نفوراً. تمالكت نفسي لأقول بصوت خرج مبحوحاً : ـ لكن يا سيدي، أنا أعتبرك في مقام والدي... فأنت ترى أن فارق السن بيننا ليس بالهين! ـ عن أي فارق سن تتحدثين؟! ألا ترين أنني لازلت في عنفوان الشباب؟ ألعب الرياضة بانتظام، و أتبع نظاماً غذائياً ممتازاً... مما يجعلني وافر الطاقة و النشاط! كدت أنفجر ضاحكة أمام هذا الشيخ المتصابي الذي وقف أمامي كاشفاً عن عضلات عضده، في حركة استعراضية! ـ نعم يا سيدي، و لكن الحقيقة... هي أنني... لا أفكر في الزواج في الوقت الحالي... ابتسم ثانية و قال : ـ نعم، بالطبع، من حقك أن تفكري... و تتعرفي علي أكثر حتى تقتنعي بي. ثم مد يده ليقدم لي بطاقته الخاصة : ـ تجدين هنا رقمي الخاص... يمكنك أن تتصلي بي في أي وقت شئت... أخذت البطاقة و أنا أنوي وضعها في سلة المهملات حال خروجي و قلت : ـ نعم، سأفكر في عرضك... هل لي أن أسترجع مطبوعة التقييم... أحتاجها للكلية. فرد رده المتوقع و الذي لم أستغربه من نذل مثله : ـ بالطبع يا عزيزتي... تستلمينها حين يأتيني ردك... و من الأفضل أن يكون بالإيجاب... أليس كذلك يا جميلتي؟ إنه الأفضل لكلينا... انفجرت راوية ضاحكة، بعد أن سمعت مني قصتي مع رئيس القسم... ـ تضحكين؟؟ أنا في مأزق جديد و أنت تتسلين!؟ حاولت راوية جاهدة أن تسيطر على نوبة الضحك التي انتابتها و هي تقول : ـ حكاياتك عجيبة... كل واحدة أعجب من الأخرى... لكن حظك السعيد رماك في هذه المستشفى... مبروك عليك العريس الهمام... و أغرقت ثانية في الضحك. أشحت بوجهي و تمتمت في استياء : ـ نعم اضحكي يا حبيبتي... لست أدري كيف سأخرج من هده المصيبة الجديدة! أخيرا استطاعت راوية أن تستعيد جديتها ـ تقريباً ـ و قالت متفكرة : ـ ألا ترين أنها فرصة حقيقية... تتزوجين رئيس قسم مرة واحدة! فتنتهي كل مشاكلك دفعة واحدة... لا تحملين هم النجاح من سنة إلى أخرى، ثم التخصص و التعيين... كله سيسير كأحسن ما يرام! عامل السن ليس عائقاً... أعرف الكثيرات تزوجن رجالاً يكبرنهن بعشرين أو ثلاثين سنة و حياتهم سعيدة، لا يعكر صفوها شيء... ثم رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم تزوج السيدة عائشة و عمرها تسع سنوات و فارق السن بينهما أكثر بكثير مما يحصل معك... ضربتها على كتفها في غيظ : ـ راوية هل جننت؟! أتقارنين هدا الفاجر الفاسق، عديم الأخلاق برسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم؟! ماذا دهاك يا عزيزتي؟ حتى لو شرب وصفة سحرية تعيدها 20 سنة إلى الوراء فمن المستحيل أن أقبل به! العيب في الشخص نفسه و ليس في سنه! هزت راوية رأسها مؤيدة و قالت في دلال : ـ نعم بالطبع... خاصة حين تقارنينه ببطلك المغوار حسام, فلا سبيل إلى المقارنة! حسام؟ أين هو حسام؟ لم لا يظهر كالعادة لينقدني؟! كفاك أوهاماً يا مرام! هل صدقت ترهات راوية!؟ تنهدت في حسرة انتبهت على صوت راوية تهمس : ـ خمني من القادم... رفعت رأسي و نظرت إلى حيث أشارت... كانت فتاة تتقدم إلى حيث نقف و على شفتيها ابتسامة وديعة كأنها تحيينا فرددت الابتسامة و تساءلت هامسة : ـ من تكون؟ ـ إنها شقيقة حسام... اهتز قلبي فرحاً... شقيقته؟ اقتربت منا و حيتنا في رقة... يا إلهي، إنها تشبهه حقا, بنفس هدوئه و وداعته. التفتت إلى راوية و قالت : ـ ألا تعرفينني بصديقتك؟ تعارفنا في جو مرح، و تحدثنا لبضع دقائق في مواضيع عامة ثم نظرت دالية أخت حسام إلى ساعتها و قالت : ـ لقد تأخرت على أخي، إنه ينتظرني أمام المكتبة... إلى اللقاء يا بنات... فرصة سعيدة يا مرام... ابتعدت خطوات قليلة ثم التفتت : ـ نسيت أن أخبركما... أخي حسام عرض على إدارة الكلية فتح نادي جديد لتنمية المواهب في مجال الإدارة... ستكون هنالك دروس في التنمية البشرية من قبل مختصين و دورات ممتعة... أنتما مدعوتان لحفل الافتتاح بعد غد... لا تتأخرا ثم لوحت بيدها و ابتعدت مسرعة... نظرت إلي راوية و هتفت : ـ يجب أن ترفضي رئيس القسم! معقول؟! هل هي محض صدفة؟! أم... .......... امــ <<<<< تابعونا >>>>> | |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: الحلقة السادسة عشرة الثلاثاء يونيو 28, 2011 4:13 pm | |
| الحلقة السادسة عشرة كانت راوية تنتظر ردي أو أن أمد إليها ورقتي... لا يمكن أن أفعل هذا مهما حصل! حتى لو كان المراقب بعيداً عنا فعين الله ترقبنا! صحيح أنني لست من يحاول الغش، لكنني أكون قد ساعدت على الغش! يجب أن أفهم راوية الأمر بعض الفرض حتى لا تتكرر الحادثة... لكن الآن... ما العمل؟! ستغضب مني إن تجاهلتها أو رفضته... كما أنه ليس الوقت و لا المكان المناسب لتقديم المواعظ...
عقدت حاجبي و نظرت إلى راوية مستفسرة و قد بدا على وجهي علامات عدم فهم قصدها... استمرت تحاول التفسير مشيرة إلى الورقة و محاولة توضيح رقم السؤال بأصابعها... هززت رأسي و كأنني أقول : لا أفهم شيئا من إشاراتك!!! ثم أشحت بوجهي و عدت إلى ورقتي حين لمحت المراقب يقترب... بعد بضع دقائق عادت همسات راوية... لكنني كنت قد قررت تجاهلها تماماً، كأنني لم أسمع شيئاً... لكنني في نفس الوقت لم أستطع التركيز على الأسئلة التي أمامي، فقد كنت أشفق على راوية التي لم تستطع مراجعة كل الدروس بسبب زفاف أختها... لكن ما حيلتي! اقترب وقت الاختبار على الانتهاء و كانت راوية قد يئست مني و توقفت عن مناداتي منذ زمن... أعلن المراقب انتهاء الاختبار فوقت لتسليم و رقتي. كانت راوية لا تزال تعصر أفكارها محاولة الإجابة على الأسئلة المتبقية. سلمت ورقتي و خرجت من القاعة و كان عدد من قليل من الطلبة لم يغادر القاعة بعد في محاولات أخيرة يائسة لإيجاد الحل الدي عجز عنه في ساعات في ثواني!! مع تصاعد التوتر من نداء المراقب و تهديده بمغادرة القاعة و حركة الجيئة و الذهاب من طرف الطلبة الذين يسلمون أوراقهم و يجمعون أدواتهم و يتحدثون بصوت عال... وقفت خارج القاعة في انتظار راوية... و أخيرا رأيتها مقبلة و هي تزفر في قلق. توجهت نحوها مبتسمة : ـ و أخيرا خرجت... ألم... بترت عبارتي حين وجدتها تشيح بوجهها تبتعد عني في خطوات سريعة!! تسمرت في مكاني من الدهشة... ما الذي حل بها؟! لحقت بها و أنا أناديها : ـ راوية... راوية... انتظري! لكنها تجاهلتني و بات من الواضح أنها غاضبة مني فعلاً! أسرعت و أنا على وشك الركض في الساحة و أمسكت بذراعها لأوقفها : ـ ماذا دهاك؟! توقفي و كلميني! التفتت إلي و قد بدت عيناها محمرتان و هي على وشك البكاء : ـ اتركيني الآن... لست مستعدة للكلام مع أحد! أفلتت ذراعها و قلت بعد تردد قصير : ـ راوية... أنا آسفة بالنسبة للامتحان... لم يكن بإمكاني أن... قاطعتني في شبه صراخ : ـ قلت لا أريد أن أسمع شيئاً! كانت تتنفس بسرعة و عصبية... استطردت بعد لحظات : ـ أنت تجاهلتني... و رفضت مساعدتي، مع أنك تعلمين أنني في أمس الحاجة إلى تقدير هذه المادة... هل هذه هي الصداقة في نظرك؟! أمسكت يدها في توسل و شفقة : ـ و لكن يا راوية هدا اسمه غش... هتفت غاضبة : ـ الضرورات تبيح المحظورات!!! ثم ركضت مبتعدة... لم أملك أن ألحق بها ثانية... فلأتركها لتهدأ، ثم سنتحدث باتزان... لمحت داليا أمام الكلية، حييتها بيدي من بعيد فاقتربت مني مبتسمة و هتفت : ـ كنت أبحث عنك... كيف سار الامتحان اليوم؟ ـ الحمد لله... بخير إن شاء الله ـ الحمد لله... أنا أيضا متفائلة بما قدمت... المهم... أنا هنا في مهمة! ثم غمزتني ضاحكة... فتسارعت دقات قلبي... ـ احم احم... الدكتور حسام سيزوركم مساء الغد على الساعة السادسة... و قد كلفني بالقيام ببعض التحريات... ـ تحريات؟! ـ نعم... فهو يريد أن يعرف إن كان والدك على علم بكل التفاصيل، و إن كان يعتبر هذه الزيارة لمجرد التعارف أم أنه ينتظر منه الحديث في موضوع الخطبة مباشرة؟ سكتت قليلاً مفكرة : ـ المفروض أن أمي أعلمت أبي بكل التفاصيل... تقريباً... لكن لا أدري إن كان يريد الدخول في لب الموضوع مباشرة قبل أن يتعرف على حسام و يسأل عنه... ضحكت داليا و هي تقول : ـ المشكلة أنه يجهل تماماً ما يجب فعله و قوله في مثل هذه المناسبات!! ـ فليسأل والدك! ـ أنت تعلمين أن العادات تتغير من جيل إلى آخر... كما أن والدي مسافر هذه الأيام ـ أليس له صديق خطب مؤخراً؟ قولي له أن يحضر معه أحد أصدقائه أو أقاربه حتى لا يحس بالحرج بمفرده ـ لا أظن... هو لا يريد أن يعرف أحد بالقصة قبل أن تتم الخطبة رسمياً... فقد قرر أن يذهب بمفرده! لكن عنده سؤال آخر... هل قاعة الجلوس عندكم مفتوحة أم منفصلة عن بقية الغرف؟ نظرت إليها في دهشة ثم انفجرت ضاحكة : ـ هل يخشى أن ينصت إلى حديثه أحد ما؟! ـ بل قولي يتمنى أن يأتي لنجدته أحد ما إن لم يستطع السيطرة على الموقف!! ضحكنا في مرح و قلت : ـ قولي له أن قاعة الجلوس منفصلة... لكن من يرغب في استراق السمع يمكنه الوقوف في الحديقة أمام إحدى النوافذ أو في الممر... ـ سؤال أخير... هل سيكون هنالك أحد آخر غير والدك في استقباله؟ ـ امم... لست أدري إن كان أخي ماهر سيقحم نفسه في الموضوع... لكن ربما حضر عمي... لست متأكدة... ـ إذن لا يمكنك المساعدة في شيء!! جميع الإجابات لا أدري!! سيقول عني أنني متحرية فاشلة!! ضحكنا من جديد ثم افترقنا قريبا من بيتنا... كنت أفكر في راوية... كيف سأسترضيها؟ دخلت غرفتي و استلقيت على ظهري و غفوت قليلاً... اسيقظت بعد فترة وجيزة منتفضة بعد أن رأيت كابوساً مزعجاً !! كيف أنام مرتاحة البال و صديقة المقربة غاضبة مني؟! وقفت بسرعة و طلبت رقمها على الهاتف الجوال... انتظرت لحظات قبل أن يفاجئني صوت أمها!! ـ مرحبا مرام... كيف حالك و كيف حال والدتك؟ راوية متعبة قليلاً و قد طلبت مني أن أجيب على الهاتف... ـ سلامتها... هل هي بخير؟ ـ لا تقلقي... مجرد تعب سيزول قريباً... وضعت السماعة في أسف... راوية لا تريد أن تكلمني!! كان مساءاً حزيناً ثقيلاً على نفسي... لم أنقطع عن التفكير في الأحداث المحيطة بي... تألمت لبعد راوية عني في هذه اللحظات الحاسمة في تاريخ حياتي... فغداً يتقرر مصير علاقتي بحسام لم أتخيل أن يمر حدث كهذا دون أن أتبادل أحاديث طويلة مع راوية حوله في قلق و ترقب و أمل... فنضع جميع التوقعات و نتناقش حولها... فتخفف عني و تطمئنني و تدخل الراحة على قلبي بأسلوبها الهادئ الرصين... إنها صديقتي المقربة مند سنوات طويلة و هي أكثر من يفهمني و ينصحني و يكون إلى جانبي في وقت الشدة... هي من أستشير في كل أمر، إضافة إلى أمي... و هي من يخرجني من المآزق الحرجة بأفكارها المبدعة و اقتراحاتها المتميزة و هي من يحس بي حين أتضايق، و يسهر على راحتي حين أمرض... كنت في قلق شديد... من قدوم حسام إلى بيتنا مساء الغد... و من غضب راوية مني و هي التي لم تغضبني يوماً! جلست في غرفتي متفكرة، و وجهي بين كفي... كيف أتصرف؟! إنها لا تريد الاستماع إلي و لا تجيب على الهاتف... دخلت أمي فوجدتني على تلك الحال. نادتني قائلة : ـ ألا تنضمين إلينا للعشاء؟ والدك ينتظر... رفعت رأسي دون أن يبدو علي الحماس للفكرة : ـ شكرا لك يا أمي... و لكنني لست جائعة... ابتسمت و قالت مداعبة : ـ لست جائعة أم... هناك ما يشغلك...؟ لم أجب و تنهدت في حزن فاستطردت في حنان و هي تقترب لتجلس على حافة الفراش : ـ ما بال صغيرتي قلقة؟ دعي الأمر على الله... فإن كان هنالك نصيب فكل شيء سيسير على أحسن ما يرام... ألم تستخيري؟ إذن لا تشغلي بالك... هززت رأسي مؤكدة : ـ نعم يا أمي فالاستخارة حولت قلقي إلى راحة و أنا متوكلة تماما على الله... لكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من التطلع إلى ما سيحصل بين أبي و بين حسام غداً... صمتت قليلا ثم أردفت : ـ لكن ليس هذا كل شيء... و قصصت عليها مشكلتي مع راوية... ابتسمت أمي و قالت : ـ من العادي أن تحدث خلافات بين الأصدقاء لتغيير رتابة العلاقة... لكن المهم أن لا يأخذ الأمر أكثر مما يستحق من الاهتمام... و أعلم أنك لا تستغنين عن راوية... و راوية لا تستغني عنك, لذلك أنا واثقة من أن الحكاية ستنتهي قريباً على خير... جلست على ركبتي و أنا أقول في حماس و اهتمام : ـ أمي... ألا يمكنك التدخل؟ لم لا تتصلين براوية و تحاولين إقناعها بأن الغش في الامتحان لا يجوز... و أنني لم أقصد ازعاجها أو التخلي عنها... بل أردت مصلحتها... إنها تحترمك و تسمع منك... هزت أمي رأسها علامة عدم الموافقة : ـ لا يا حبيبتي لا... المشكلة بينك و بينها و لا يجب أن تتدخل فيها أطراف أخرى مهما كانت قريبة منكما... حتى تحس راوية بخصوصية علاقتكما و مشاكلكما... و لا تجرح إن انتشرت القصة عن خطئها... خاصة أنني واثقة أنها ما إن تهدأ و تفكر بهدوء ستدرك خطأها. لذا أعطها الفرصة لتراجع نفسها... ـ يعني لا أحاول معاودة الاتصال بها؟ ـ ليس الآن... اتركيها إلى الغد... ستكون قد حصلت على الوقت الكافي للتفكير... كما تكون حالتها النفسية تحسنت من جراء الامتحان الذي تعثرت فيه... ابتسمت و قد بدا لي كلام أمي مقنعاً و مطمئناً أمسكت أمي بيدي و هي تقول : ـ و الآن تعالي لتناول طعام العشاء... أكيد أن شهيتك قد تحسنت! وقفت و ابتسامة صغيرة تعلو شفتي... نعم الصديقة أنت يا أمي... لم يثر أبي الموضوع على العشاء إطلاقاً و لم يسألني شيئا عن علاقتي بحسام. أما أخي ماهر فقد كان يزعجني بملاحظاته و تعليقاته السمجة!! كأنه وجد الفرصة ليحرجني و يضايقني... ـ كيف يبدو شكله؟ طويل أم قصير؟ سمين أم نحيف؟ أتصوره نحيفاً و قصير القامة... يرتدي نظارات سميكة... مثل أغلب طلبة الطب!! ثم ينفجر ضاحكاً فألمزه بمرفقي ليهدأ. و حين يضبطه أبي في شقاوته يتظاهر بأنه يأكل و يكتم ضحكه بصعوبة... استيقظت مبكرة في الغد... و الحقيقة أنني لم أنم كثيرا! مع أنني أعلم أنه لا داعي للقلق... كأنني سأمر بامتحان عسير... لكن حسام هو من سيمر بالامتحان... امتحان أبي!! فأبي لم يكن متحمساً لمسألة الخطوبة في مثل هذا الوقت... و هذه السن. خاصة أن كلانا لم ينه دراسته بعد. حسام بقيت أمامه سنة واحدة لينهي الجزء النظري من الدراسة، ثم يبدأ التدريب المتواصل في المستشفى... و لولا أن أمي أقنعت أبي بأنه شاب متميز و أن عليه أن يلتقيه قبل إعلان رفضه لما أعطى الأمر أهمية أبدا بل لكان أنهى القصة منذ البداية مثلما فعل مع عدد من الخاطبين في السابق متعللاً بصغر سني... و الحقيقة أنني لا ألومه، فأنا في السنوات الماضية لم أكن أفكر في مسألة الارتباط أصلاً، بل كنت مقتنعة إلى أنني في مرحلة تطور فكري و قد أغير رأيي... كما أن أبي لم يكن ليرفض شاباً يراه صالحاً لي... بل أظنه كان يتعلل بمسألة السن حتى لا يجرح الشاب و لا يفتح الباب للخاطبين في نفس الوقت... الهاتف يرن... إنها داليا : ـ كيف حالك اليوم؟ هل أنت مستعدة؟ قلت متضاحكة : ـ بل أسأل عن حال الدكتور! هل جهز خطابه جيداً؟ فالاختبار الذي سيجتازه اليوم ليس ككل الاختبارات! ضحكت داليا بدورها و هي تقول : ـ يعني كأنك لست معنية بالاختبار! أراهن على أن راوية عندك ترفع لك المعنويات!! سكتت و قد تلاشت ابتسامتي ـ راوية؟! إنها لم تأت بعد سأتصل بها بعد حين... وضعت السماعة و سارعت للاتصال براوية. فلنر كيف ستستقبلني... <<<< تــــــــــــــــــابعــــــــــــــــونــــــــــ ــــــــا >>>>> | |
|
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 133940 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| |
| |
| يوميات فتاة مسلمة | |
|