مشاكل
التلوث أصبح التلوث كمشكلة بيئية من المشكلات التي حظيت فجأة باهتمامات الناس
في النصف الثاني من هذا القرن . ويستهدف هذا البحث إلقاء الضوء علي أسباب التلوث
ومظاهره وأخطاره والتخطيط للتغلب علي هذه المشكلة
إن البيئة هي المحيط الخارجي للإنسان وهو مسكنة ومرفقه ووطنه والكرة
الأرضية عامة وطهارة البيئة ونظفتها لا تقل أهمية عن طهارة الإنسان والقرآن الكريم
نبه علي أهمية نظافة البيئة بأسلوبه البليغ ويلفت النظر إلى خطورة تلوثها وما يؤدي
إلية من أوبئة مهلكة قال تعالي ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض
خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) صدق الله
العظيم فالإنسان لوث كل شي في الوجود فعالم البحار هذا العالم
العجيب في نظامه أنظر إلى عالم التكاثر والنمو السريع فهل سمعت عن تلوث وقع في
البحر بسبب السمك ؟ فإذا ما ركب الإنسان البحر وغاص فيه أضر به ولوثة فالقي فيه
مخالفاته من الطعام والشراب والزيوت السامة ومخالفات المصانع التي تؤدي إلى هلاك
الكائنات الحية في البحر وينعكس ذلك سلبيا علي الإنسان . إن هذا الإنسان تمادي في
تلوث محيطه الذي يعيش فيه ... لذلك نرجو من البشرية أن تعيد حساباتها وتفكر جيدا
قبل أن تفعل ما يضر بها وبحياتها وعلى جميع ما في الكرة الأرضية من سماء
وبحر وارض.
أن البيئة لا بد أن ينظر إليها نظرة جادة للحفاظ عليها من التلوث
التي أصبحت ظاهرة حية في هذه الأيام وأن البحث الذي بين أيدينا سوف يتناول موضوع
التلوث من جوانب مختلفة وأرجو من الله التوفيق فيما كتبت.
تعريف
التلوث التعريف الشائع للتلوث هو
إلقاء النافيات بما يفسد جمال البيئة ونظافتها أما التلوث بالمفهوم العلمي فهو
حدوث تغير وخلل في الحركة التوافقية التي تتم بين العناصر المكونة للنظام
الايكولوجي بحيث تشمل فاعلية هذا النظام وتفتقد القدرة علي أداء دوره الطبيعي في
التخلص الذاتي من الملوثات وخاصة العضوية منها بالعملية الطبيعية ويحدث هذا
التغير أو الخلل
.النظام
البيئي أن الله سبحانه وتعالي عندما خلق الأرض ومنا عليها خلق لها نظام
ايكولوجيا دقيقا يكفل وجود الحياة واسمرارها فوق صفحه الأرض . ويتمثل هذا النظام
في مجموعة العناصر الطبيعية المكونة للبيئة وهي التي في حركة ذاتية ذائبة من ناحية
وحركة توافقية مع بعضها البعض ضمن
نظام معين من ناحية أخري وتعمل الحركة الذاتية والتوافقية ضمن توازن
دقيق وتنسيق كامل يتمثل في عمليات بناء ( إنتاج ) وعمليات هدم ( استهلاك ).
وإذا ما أخذنا ثاني
عناصر الحياة ممثلة في الماء والهواء نجد أن لكل منهما نظامه الايكولوجي المستقل
من ناحية التداخل من ناحية أخرى .
فالهواء يتكون من مجموعة
غازات بنسب معينة ودقيقة تمثل سر عظمة وقدرة الهواء في إعالة الحياة . فثاني أكسيد
الكربون له دورته
, والأكسجين له دورته أيضا وكذلك النيتروجين وغيره من الغازات المكونة
للهواء. وإذا ما أخذنا الماء كعنصر من عناصر الحياة علي سطح الأرض , نجد أن له
أيضا نظاما ايكولوجيا حيث تضم المياه بعض الكائنات الحية المستهلكة للأكسجين وأخرى
منتجة له .
درجات
التلوث بطبيعة الحال تختلف
درجات التلوث وتتباين أخطاره من وقت لآخر ومن منطقة لأخرى ويمكن أن نقسم التلوث
إلى ثلاث درجات متباينة هي
.1- التلوث المعقول أو المقبول : وهو درجة محدودة من درجات
التلوث لا يصاحبها أية مشاكل أو أخطار واضحة للأحياء علي سطح الأرض , بل
أحيانا تكون هذه الدرجات من التلوث مطلوبة كما هو الحال بالنسبة للماء . ونستطيع
القول أنه لا يوجد في الوقت الحاضر بيئة خالية من الملوثات تماما .
فالتلوث قائم وموجود في كل
مناطق العالم ومنذ قرون عدة فاتت
ولكنه لم يكن قد وصل إلى حد الإزعاج أو الخطر حيث كانت كمية الملوثات
دون الحجم الذي تعجز معه العمليات الطبيعية من أداء دورها في التخلص الطبيعي من
الملوثات
.2-
التلوث الخطر :يمثل المرحلة التي تتعدى فيها
الملوثات خط الأمان وتؤثر تأثيرا كبيرا في توازن النظام الايكولوجي للبيئة ,
وتصل بنا إلى حد الخطر الذي يؤثر تأثيرا ضارا في الأحياء وغير الأحياء بشتى
أشكالها وأنواعها وقد اقترنت هذه المرحلة الخطرة بقيام
الثورة الصناعية وما صاحبها من ملوثات
كثيرة وعديدة وذلك لان العالم استهلك في الفترة من عام 1860 –1870حوالي 130 طن من
الفحم وهو من أكثر أنواع
الوقود تلوثا للبيئة.
3-التلوث
القاتل أو المدمر وهو أخطر أنوع التلوث حيث
تتعدى فيه الملوثات الحد الخطر لتصل إلى الحد القاتل أو المدر وهنا تقع الواقعة
التي لا تبقي ولا تذر والحقيقة أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة , وأن كانت
بوادرها قد بدأت في بعض
المناطق منذرة ومحذرة البشرية بالخطر الجسيم إذا لم نتحرك من
ألان لتطويق المشكلة خلف الخط الآمن .
الملوثات
تتمثل الملوثات كل العناصر
الضارة التي تطلق في الغلاف الجوي أو تقذف في الغلاف المائي أو تنثر فوق سطح الأرض
. وهي إما أن تكون
غازيه
ممثلة في الغازات الضارة التي تطلقها عادم
السيارات
أو ما
يتصاعد من مداخن المصانع ووسائل التدفئة
وحريق القمامة والبراكين وغيرها , وقد تكون سائلة ممثلة في الكيمائيات التي تقذفها
المصانع في المجاري المائية وتصريف مياه المجاري والمبيدات الحشرية وغيرها وقد
تكون صلبة متمثلة في تفيات المصانع ( مخالفات المواد الخام المستعملة
وخاصة المواد الخام الزراعية
) هذا بالإضافة إلى القمامة التي تتزايد بشكل مطرد من خلال تزايد
السكان من ناحية وزيادة معدل استهلاك الفرد من ناحية أخري . وهذه الملوثات قد تكون
سامة وهنا مكمن الخطورة ويقع المحظور , وقد تكون غير سامة , ولكن من خلال
التفاعلات الكيماوية تصبح مصدر الخطر المزعج وتقاس الملوثات عادة بجزء في المليون
كما قد تقاس بواسطة ملليجرام من الملوثات في كل متر مكعب من الهواء .
التلوث مشكلة عالمية بعد أن عرضنا مشكلة
التلوث ودرجاته وأنواعه الملوثات , لنا أن نتساءل هل التلوث مشكلة محلية أم مشكلة
عالمية . والحقيقة أن التلوث ,إن كان يبدوا مشكلة محلية إلا أنة يعتبر مشكلة
عالميه بل يعتبر من أهم المشاكل التي قد تواجه الإنسان في تاريخ البشرية . لان
الملوثات لا تعرف حدود سياسية ولا فواصل طبيعية بين الدول والقارات تقف عندها .
وإنما تنتشر انتشار واسعا بلا
عوائق مما يعطي للمملكة صفة عالمية وفي هذا الصدد فلنتأمل الصيحات التي تتعالى من
مناطق متعددة من العالم عندما تعتزم دولة من الدول النووية القيام بتفجير ننوي
ولنتذكر مدي القلق الذي يصيب الكثير من الدول الساحلية المطلة علي بحر تعرضت فيه ناقلة
إلى الانفجار.
دور الهواء
وحامل الملوثات من المعروف أن دورة الهواء التي تتم داخل الغلاف الهوائي تتخذ لها
نظامين هما :
النظام الأفقي أو السطحي (
حركة الرياح ) النظام الراسي ( حركة الهواء الصاعد والهابط ) . وبطبيعة الحال
تنتقل الملوثات مع كل من الحركة الأفقية والراسية من مكان لا أخر . ومن المعروف أن
الهواء يصعد بصفة عامة في منطقتين أساسيتين هما : منطقة الضغط المنخفض الاستوائي
ومنطقة الضغط المنخفض الدائمة في العروض دون القضيبية . كما تلعب حركة الرياح دورا
أيضا في نقل الملوثات .
وإذا كانت التيارات المائية لها دور في
المساهمة في عملية التلوث المائي .فقد دعت دول الخليج إلى التعاون فيما بينهم للحد
من التلوث.
التجارة الدولية تساهم التجارة الدولية وخاصة
تجارة الغذاء في نقل الملوثات من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك . إذ عندما
تتلوث المواد الغذائية في
مناطق إنتاجها فأن الملوثات تنتقل مع هذه المواد الغذائية في مناطق
إنتاجها فأن الملوثات تنتقل مع هذه المواد التجارية
الملوثة إلى مناطق بعيدة تعرضها بأخطار
التلوث وكثير ا ما تحمل ألينا الأنباء عن قيام بعض الدول بإعدام كميات كبيرة
من المواد الغذائية المستوردة بعد أن ثبت تلوثها بصورة أو بأخرى
أسباب التلوث هو نتيجة عوامل طبيعية أو عوامل بشرية أو هما معا .
الواقع أن نشر الملوثات و إطلاقها قي البيئة يرجع إلي مجموعة عوامل في مقدمتها 1- الإنسان صانع
التلوث إذا كان الإنسان قد نجح من خلال عدة طرق أن
يجعل البيئة اكثر مضايفة لوجوده وتكاثر , فأنة من ناحية أخري ساهم بحماقة وسوء
تخطيط في استغلال موارد بيئته إلى الحد الذي جعله أكثر عدوي وخصومة لوجوده على
سطحها ويزيد من خطورة دور الإنسان في احدث التلوث قلة
الوعي البيئي لدي غالبية السكان
وأنانيتهم في استخدام الموارد دون صيانة أو حماية لهذه الموارد ويتجلى اثر الإنسان
في الإبداعية البشرية المتمثل في الانقلاب الصناعي .فقد أدى التوسع في إقامة
المصانع واستخدام المنتجات الصناعية المختلفة من مركبات وكيماويات وغيرها
إلى إضافة رصيد هائل من الملوثات المعقدة
في الغلاف الحيوي . إذ تستهلك هذه
المصانع كميات هائلة من الوقود الحفرية ( الفحم البترول الغاز الطبيعي
) وما ينتج من هذه الاحتراق من انبعاث غازات سامة وضارة بالبيئة .
هذا بالإضافة إلى التوسع في استخدام الطاقة
النووية في المصانع ومحطات تحلية المياه .
2-الانقلاب
الحراري يقصد بالانقلاب الحراري ارتفاع درجة الحرارة
كلما ارتفعنا عن سطح البحر صورة مغيرة للوضع العادي ( ومن المعروف أن الحرارة تقل
كلما ارتفعنا عن سطح البحر ) وتساهم هذه الظاهرة في المساهمة في زيادة درجة تجمع
الملوثات والمعروف أن الانقلاب الحراري يحدث عادة نتيجة لا اعتبارات خاصة بظروف
الموقع والتضاريس واعتبارات أخرى مرتبطة بظروف المناخ . فالانقلاب الحراري المناخي
يحدث عادة في فصل الشتاء
.أما الانقلاب
الحراري الذي يحدث في الأودية والأحواض مرتبط اكثر بظروف الموقع والتضاريس
أشكال
التلوث ينقسم التلوث
إلى أنواع رئيسة هي : التلوث الهوى التلوث المائي التلوث الأرضي.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يعتبر الهواء من ارخص موارد البيئة ولكنه أثمنها في نفس الوقت , فهو سر
الحياة حيث لا تستطيع الكائنات الحية أن تستغني عنة وخاصة الإنسان للحظات معدودة ,
بينما يستطيع أن يعيش بدون ماء لعدة أيام وبدون غذاء لعدة أسابيع . وفوق هذا
تأتي خطورة التلوث الهوائي في أنه من الصعب التحكم فيه . بينما يستطيع الإنسان أن
يتحكم في نوعية المياه التي يشربها والغذاء الذي يأكله , لكنة ليس
له خيار في الهواء الذي بتنفسه حيث لا
يستطيع أن يستنشق هذا ويترك ذاك . ومن هنا كانت خطورة التلوث الهوائي
وإذا كان التلوث الهوائي قد بدا مع معرفة
الإنسان له منذ حوالي من خمسين آلف سنة , إلا أن التلوث الهوائي ظل محدودا
وآمنا حتى عرف الإنسان سكني المدن والصناعة . حيث يحس سكان المدن والمناطق
الصناعية اكثر من غيرهم بآثار التلوث.
الملوثات الهوائية : تتمثل الملوثات الهوائية في مجموعة الغازات
التي تتصاعد علي الغلاف الجوى ممثلة في ثاني أكسيد الكربون .أول أكسيد الكربون
وثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النتروجين وغيرها من الغازات الضارة .
وتأتي خطورة هذا التلوث من السيارات تقذف
النافيات ( العادم) في الطبقة الهوائية السطحية التي يعيش عليها الإنسان والحيوان
ومن ثم تؤثر تأثيرا سريعا ومباشرا في هذه الكائنات . وتزداد الخطورة إذا كانت
الشوارع ضيقة والمباني عالية وحركات المرور بطيئة
.وقد دلت الدراسات أن السيارة الصغيرة تقذف
كل ساعة شغل في الجو حوالي 60م2 من غازات العوادم ( أول أكسيد الكربون النتروجين +
رصاص ) وسيارة النقل الكبيرة الضعف تقريبا .
ومن الملوثات نجد ذرات الزئبق التي
تنتشر في الهواء وتميل إلى التركيز في أنسجة جسم الإنسان من خلال استنشاق الهواء
أو استخدام أغذية ملوثة بالزئبق .
ونستطيع من استقراء الإحصائيات التالية
نتبين حجم الملوثات ومصادرها في الولايات المتحدة بالمليون في عام 1968.
أنواع الملوثات الهوائية
ومصادرها المصدر | ثاني أكسيد الكربون | ثاني أكسيد الكبريت | هيدرو كربونات | اكسك النيتروجين | الجسيمات الدقيقة | المجموع |
السيارات | 63,8 | 8، | 16,6 | 8,1 | 1,2 | 90,5 |
التدفئة | 1,9 | 24,4 | 0,7 | 10,0 | 8,9 | 45,5 |
الصناعة | 9,7 | 7,3 | 4,6 | 0,2 | 7,5 | 29,3 |
حريق القمامة | 8,7 | 0,1 | 1,6 | 0,6 | 1,1 | 11,2 |
مصادر أخرى | 16,9 | 0,6 | 8,5 | 1,7 | 9,6 | 37,3 |
المجموع | 100,1 | 32,2 | 32,0 | 20,6 | 38,3 | 314,2 |
أخطار التلوث الهوائي للتلوث الهوائي مظاهر كثيرة وأخطار جسيمة
يتسع دائرتها لتشمل الإنسان والحيوان والنبات والمنتجات المصنعة وغيرها
التلوث الهوائي و آثره علي الإنسان والحيوان لقد رئينا كيف التلوث الهوائي أصبح ظاهرة
شائعة قي كثير من مدن العالم وخاصة في البيئة الصناعية . وقد ثبت من الدارسات
الإكلينيكية أن الكثير من الأمراض التي يعاني منا إنسان النصف الثاني من القرن
العشرين , مثل أمراض الجهاز التنفسي والأنفلونزا وأمراض القلب وسرطان الرئة وغيرها
.مصدرها الأساسي التلوث الهوائي ومما يجدر
ذكره أن التلوث الهوائي قد تعدي في كثير من المناطق الحد الآمن ووصل إلى الحد الخطر
أو المزعج وبدا الناس يشعرون بخطورة مشكلة التلوث
. التلوث الهوائي والنبات:ولا يقتصر أثر التلوث الهوائي عند حد
التأثير علي صحة الإنسان والحيوان وزيادة معدلات الوفيات , و إنما يمتد
ليؤثر علي النباتات
إذ يؤثر التلوث علي أنسجة الأوراق والمادة الخضراء
وبالتالي يؤدي
إلى موت
النبات
أو يبطئ من نموه الطبيعي . ومن ثم يعتبر
تدمير النبات النتيجة الحزينة لتلوث الهواء .
التلوث الهوائي و تأثيره علي المعادن والمنتجات
الصناعية :كما يؤثر التلوث الهوائي علي المعادن
والمنتجات الصناعية المختلفة فقد يؤدي إلى إتلاف المنسوجات وتدهور الصبغات وتشقق
المطاط كما يؤثر علي سطح المنازل والتماثيل والمنشآت الخرسانية التي تتعرض لتتآكل
والانهيار تحت تأثير الضبخيه الشديدة
.التلوث الهوائي والمناخ تختلف وجهة نظر العلماء في تأثير التلوث
الهوائي علي المناخ فقد يرى البعض أن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو ستؤدي
إلى ارتفاع في درجة الحرارة وأن التلوث الهوائي قد سعد في أحداث تغيرات في أنظمة
المناخ وضع التلوث الهوائي ما بين جملة العوامل المؤثرة علي المناخ.