المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
مرحبا بكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة تشرفنا زيارتكم و نرجو أن تقضوا معنا أمتع الأوقات و اللحظات كما نرجو من سيادتكم التسجيل معنا إن لم تتسجلوا بعد و بارك الله فيكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة

قل : " لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

لا تنسونا من صالح دعائكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
مرحبا بكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة تشرفنا زيارتكم و نرجو أن تقضوا معنا أمتع الأوقات و اللحظات كما نرجو من سيادتكم التسجيل معنا إن لم تتسجلوا بعد و بارك الله فيكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة

قل : " لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

لا تنسونا من صالح دعائكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم

يمكنكم مراسلتي عبر البريد الإلكتروني Hassouniway@hotmail.fr لتقديم اقتراحاتكم و آرائكم و شكرا مسبقا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بحث : التراث الحرفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
houcine




عدد المساهمات : 721
نقاط : 133690
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

بحث : التراث الحرفي Empty
مُساهمةموضوع: بحث : التراث الحرفي   بحث : التراث الحرفي Icon_minitimeالخميس مارس 17, 2011 11:11 am

التراث الحرفي:

تعتبر مدينة تطوان والمناطق المحيطة بها من المراكز الوطنية المتميزة بمنتجاتها الحرفية الأصيلة والمتنوعة والتي تغطي عددا من الفنون والحرف ذات الأصول الأندلسية التي حملها معهم الأندلسيون خلال هجراتهم واستقرارهم بالمدينة بداية من القرن الخامس عشر ومنها ما كان موجودا بالمنطقة مند عهود قديمة.
وتشمل هذه المنتجات حرفا متعددة مثل صناعة الجلود المطرزة والمذهبة، صناعة الزليج التقليدي، صناعة الخزف والفخار، صناعة الخشب المحفور والمزخرف و غيرها من الصناعات و الحرف التي شكلت و لعدة قرون صلب النشاط الاقتصادي بالمدينة و محيطها. و لتقريب زائر مدينة تطوان من النشاط الحرفي بالمدينة فقد خصص المتحف ثلاث أروقة لأهم هذه الحرف و هي صناعة الخزف و الزليج و صناعة الجلد.
صناعة الزليج
يتميز الزليج التطواني بعدة خصائص فنية وتقنية تجعل منه صناعة متفردة على المستوى الوطني. فعلى المستوى الفني يتميز الزليج التطواني بألوانه ذات البريق المعدني والتي لا تتعدى في مجملها خمسة ألوان كما يتميز بمنتوجات سطحية تعطي إحساسا بالبروز وهو ما يضفي عليه رونقا خاصا يميزه عن الزليج الفاسي المشهور على المستوى الوطني. وعلى المستوى التقني فإن الزليج التطواني يتميز بطريقته الخاصة في تشكيل قطعة صغيرة تصنع من الطين النيئ بواسطة قوالب نحاسية أو خشبية تتخذ شكل القطع المشكلة للتركيب الفنية المراد تنفيذها.
الخزف الريفي:
يعتبر هدا النوع من الخزف من الصناعات التي تميز المناطق القروية بشمال المغرب حيث يتميز ببساطته سواء على مستوى تصنيعه أو على مستوى مظهره , ذلك انه يخلو من كل تعقيد ويرتبط إنتاجه بسد حاجيات المجتمعات من الأواني المستعملة في طهي الطعام ونقل وحفظ بعض المواد الغذائية. ومن مميزاته أيضا كونه حرفة نسوية ارتبط إنتاجها بالمرأة القروية بهذه المناطق إذ أصبح يشكل جزءا من الأشغال المنزلية التي تمارسها المرأة في دارها مستعملة وسائل بسيطة في صنعه، كما أنه في غالب الأحيان يكاد يخلو من كل زخرفة إلا في بعض الحالات حيث يزخرف برسوم بسيطة هندسية محفورة أو مصبوغة بلون أسود أو بني مشتقة من مواد طبيعية محلية.
صناعة الجلد:
تعتبر صناعة المنتوجات الجلدية من الحرف الأصيلة والقديمة بالمدينة كما تشهد على ذلك دار الدباغة الموجودة بتطوان منذ القرن 15م وتتنوع المنتجات الجلدية لتشمل عدة صنائع كالطرز على الجلد الذي يستخدم في صناعة الأحزمة الرجالية والسروج والأرائك للجلوس أو الحقائب وتذهيب الجلد الذي يستعمل في تجليد الكتب وصنع الأدوات المكتبية ثم صناعة النعال و"البلاغي" و"الشرابيل" وغيرها من القطع. ولقد عرفت الصناعات الجلدية بتطوان ازدهارا كبيرا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حيث كانت تصدر إلى باقي مناطق المغرب وإلى الخارج.
فن الطرز:
يعتبر الطرز التطواني من أهم فنون الطرز بالمغرب ويرجع في أصله حسب بعض الباحثين إلى الطرز التركي العثماني.
من ناحية أخرى فالطرز التطواني يعتبر وريث الطرز الأندلسي الذي حمله المهاجرون الأندلسيون الذين استقروا بالمدينة منذ القرن الخامس عشر.
ينفذ الطرز التطواني عادة على أثواب راقية وثمينة مثل ثوب الكثان وثوب الحرير الذي يتميز بلونه الزاهي أما العناصر الزخرفية المطروزة فتنجز بخيط حريري ذي ألوان زاهية وتشكل من عناصر نباتية في الأساس.
من فنون الطرز المشهورة بتطوان تجدر الإشارة إلى تقنية التعجيرة والغرزة على سبيل المثال.

السراجون يقاومون شظف العيش في وجه التيار الذي يجرف الحرفة نحو الإنقراض
يخيم الركود على حرفة السراجة بسوق "السراجين" بفاس العتيقة ، حيث يظهر بوضوح أن الإقبال ضعيف وعدد الحرفيين في تراجع مستمر ، في حين أن السروج المُنتجة منذ فترة تبدو متراكمة بدون تصفيف داخل محلات الإنتاج وقد اعتلاها الغبار والنسيان . أما الصناع المرتبطون بالسراجة فلازالوا يقاومون شظف العيش في وجه التيار الذي يمضي في جرف الحرفة إلى الانقراض .
________________________________________
فاس : الأحداث المغربية تبدو حرفة السرَّاجة بفاس على وشك الانقراض ، بعد أن فقدت الكثير من معالم توهجها ورواجها التجاري ، نتيجة تقلص مستوى الإقبال عليها وتراجع عدد الحرفيين الذين ظلوا يتعاطون لها . وقد تحوَّل سوق السراجين بالمدينة القديمة إلى مكان يعج بالصخب والفوضى بعد أن غزته العديد من الحرف الأخرى ، بعدما كان السراجون يشتغلون فيه لوحدهم إلى عهد قريب في كل الهدوء والطمأنينة . وسط المدينة القديمة في اتجاه "ساحة الرصيف" لم يعد سوق السراجين كما كان منذ عقود قليلة ، لقد تغيرت معالمه كثيرا ، فأصبح عدد حرفييه لا يتجاوز عدد أصابع اليدين ، كل شيء يوحي بكون الصنعة في طريقها إلى الانقراض . السروج المذهبة والمنمقة بمختلف الألوان والأشكال لم تعد مصففة بعناية فائقة بجانب مداخل الورشات الحرفية والصناع لايبدون منهمكين في إنجاز الأخرى بكامل الدقة والمهارة ، كل شيء تغيَّر بالمكان بعد أن استولى صناع من حرف أخرى وتجار لمواد مختلفة على معظم محلات السراجين وصار السوق شديد الهرج والمرج . يحكي المْعلّم امحمد بنوع من الحسرة عن أيام زمان حين كان للحرفة شأن عظيم ، فيتذكر »قبل عشرين سنة كان سوق السراجين هو السوق النشيط من ضمن الأسواق الحرفية بفاس ، فكان الإقبال والرواج جيدا والناس كلهم فرحين ، لكن الوضع تغير كثيرا الآن بعد أن هجره الكثير من صناع هذه الحرفة وتوفي الحرفيون الكبار ولم يعد شباب اليوم يتعاطى لها« . ما قاله هذا الصانع لا يعكس في واقع الأمر سوى حالة الركود التي تجثم على حرفة السراجة وتهددها بالانقراض ، ويرجع أمين الحرفيين سبب هذا التراجع إلى كون الحرفة لم يعد الإقبال عليها كما ينبغي ، نتيجة تراجع اهتمام الناس بالفرس وبفن "التبوريدة" ، كما أن تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالبوادي المجاورة ، والتي ظلت هي مصدر الإقبال على السروج ، من بين أسباب التراجع أيضا . وكان لتراجع الإقبال على حرفة السراجة الأثر السلبي على عدد من المهن المرتبطة بها كالحدادة والخرازة واللبادة والكماخة ذات العلاقة بمادة الجلد ، ذلك أنه لا يمكن صنع السرج من دون الاعتماد على هذه الحرف التقليدية . يقول عبد الله صانع تقليدي في مجال الحدادة »كنا سابقا نشتغل جيدا مع السراجين ، حيث ظلوا يطالبوننا دائما بتوفير المواد الأولية المصنوعة من الحديد التي بدونها لن يُنجَز السرج . فكانت الحركة رائجة والكل يأكل طرف الخبز ، أما الآن فالوقت تغير« . الركود الجاثم على قطاع السراجة يظهر بوضوح في عدد السروج المُنتجة منذ سنوات والمتراكمة بدون تصفيف داخل محلات الإنتاج وقد اعتلاها الغبار والنسيان ، كما تقلص عدد الحرفيين إلى أقل من عشرة أشخاص بات بعضهم يشتغل في ملل تام ، بينما فر المبتدئين من الحرفة بعد أن رأوا أن لا مستقبل لها ، خاصة وأنهم ظلوا يعاينون محلات حرفية مجاورة لهم تعرف رواجا نسبيا بينما محلاتهم لا إقبال عليها . ارتبطت حرفة السراجة بالخيل والفرسان ، وقد ظلت مدينة فاس ، إلى جانب مدينة مراكش ، من أشهر المدن المغربية المُنتجة لهذا النوع من التحف الفنية ذات الاستعمال المناسباتي ، ذلك أن هذا المنتوج ظل الاهتمام محصورا به في المناسبات الوطنية والدينية والحفلات العائلية ، في الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على السروج كأداة امتطاء أساسية على صهوة الجياد لمسافات طويلة نتيجة ظهور وسائل نقل كثيرة . وانتشرت هذه الحرفة بالمدن العتيقة بالمغرب منذ عهد السعديين ، وعرفت ازدهارا في بداية عهد العلويين، وقد ازدادت أهميتها خلال فترات عمليات الجهاد والغزوات ، حيث كان يقتضي الأمر توفير السروج من أجل ركوب الخيول وحمل العتاد والزاد . ويرى دارسون في مجال الحرف الأصيلة بفاس أن أصول حرفة السراجة تعود إلى الشرق ، خاصة إلى إيران وتركيا ، بالنظر لطرق الإنتاج التي ظلت متبعة في عمليات "التطريز" والتنميق ، وبالنظر للمواد الأولية المستعملة كالحرير و"الصقلي" ... وعلى امتداد سوق السراجين تتناهى إلى الأسماع من خضم الضجيج الذي يعم المكان أصوات آلات الخرازة في تناغم مثير مع آلات تلميع المعادن ، بينما السراجون بدوا منهمكين في إعداد منتوجاتهم في حركات متثاقلة ومملة تعبِّر - ربما - عن شعورهم بالضيق . عند الاقتراب أكثر من أحد الحرفيين تلمس وجه الإبداع والبراعة التي يشتغلون بها ، منهم من يقوم بطرز قطع من الجلد والثوب بخيوط حريرية وذهبية وآخرون يثبتون الهيكل الحديدي للسرج على الشكل الذي يريدونه وآخرون ينهمكون في إعداد آخر اللمسات الجمالية على السرج بعد أن تم تركيب وخياطة قطع الجلد والثوب على القطع الحديدة ، فيصبح جاهزا ولا ينتظر حينها سوى صهوة الجواد . لم تعد حرفة السراجة سوى مجرد »ديكور« بتعبير المعلم الحاج بلكبير ، بعد أن صارت غير قادرة على ضمان القوت اليومي لصناعها ، وصارت منتوجاتها غير قابلة للتسويق ولا تؤثث سوى محلات الإنتاج . وما يزكي هذا الموقف ، كون الحرفة باتت مجرد ديكور، ما أشار إليه المعلم ذاته من أن بعض السياح الأجانب والمغاربة يطلبون من الحرفيين تهييء سروج صغيرة الحجم لاقتنائها منهم من أجل تأثيث بيوتهم ومحلاتهم بها أو تركها للذكرى . وهو ما أجبر السراجين في الآونة الأخيرة على تغيير أساليب العمل والإنكباب حاليا على صنع سروج صغيرة الحجم على شكل مجسمات للسروج العادية من أجل ترويجها . ويتحدث الحاج بلكبير عن تجربة طويلة عاشها في هذه الحرفة تمتد لأزيد من خمسين سنة خلت ، ولم يكن بوسعه أن يتخلى عنها في يوم من الأيام ، ما دام أنه لا بديل آخر له عنها. وفي الوقت الذي بدأ صغيرا يتعلم الحرفة وهو لا يتجاوز عشر سنوات ، أصبح جيل اليوم - بنظره - غير قادر على تعلم الحرفة نفسها ، بسبب ضعف الإقبال من جهة وبسبب المهارة العالية والصبر الجميل اللذين تتطلبهما الحرفة . ثم مضى قائلا »لا أحد من أبنائي يمتهن السراجة ، لأنهم تهربوا منها منذ البداية ، ولأنني لا أريدها شخصيا لهم ، مادام أن لا مستقبل لها«. وبالرغم من ذلك ، لازال الحاج بلكبير مصرا على اقتناء المواد الأولية الجيدة والحرص على تخصيص الوقت الكافي من أجل دقة الإنتاج وجودته ، لأنه ينطلق من القناعة التي أوردها الحديث النبوي »رحم الله من عمل عملا وأتقنه« . عادة ما ترتبط السروج بالمناسبات و"مواسم التبوريدة" ، ولكن أجواء الاحتفال التي تطبع هذه المناسبات لا تنعكس في واقع الأمر على صناع هذه السروج الذين يبدون اليوم مكتئبين وحائرين إزاء حرفة لا توفر لهم بالكاد قوتهم اليومي ومهددة يوما بعد آخر بخطر الإنقراض .



المغرب.. أرض العلم والفنون
2000/06/22
الرباط- حواء وآدم
بثقافته المتنوعة، وشَعْبِه المضياف، وطبيعته الرائعة، وتراثه الغَنِيّ.. غدا المغرب من أجمل الأماكن في العالم التي يَؤُمُّها الناس للاكتشاف، وطلبًا للراحة والاستجمام.
فتاريخيًّا كان المغرب ملتقى الحضارات ومعبرها، وجغرافيًّا اجتمعت في بلاده السهل والجبل، البحر والمحيط، الصحراء والخصب، التل والنهر…
أما ثقافيًّا فقد رسم العرب والبربر لوحة اجتماعية قَلَّ نظيرها في الانسجام، صُبِغَت بصبغة الإسلام، بحيث لا يشاركه في شعبه - في الغالب - دين من الأديان منذ أن جاءه الفتح الإسلامي قبل ثلاثة عشر قرنًا.
ومع أن دخول الإسلام كان مبكرًا إليه، غير أن الدولة في المغرب ظلت على مَرِّ التاريخ الإسلامي مستقلة وغير تابعة للدول الإسلامية المتعاقبة منذ الدولة الأموية إلى الإمبراطورية العثمانية، مما أعطى للمجتمع المغربي خصوصيات تميزه عن كافة العالم الإسلامي، فيكون من المفيد للمسلمين خارجه اكتشاف هذه البلاد التي ظلت طوال هذه القرون خاضعة لخلافة إسلامية وطنية، وبذات الوقت أحد معاقل العلم والدين، في بلاد المسلمين.

الفنون والزي والطبخ في المغرب
2000/06/22
الرباط- حواء وآدم
يعتبر فن الرسم في المغرب أحد روافد الفن بشكل عام، وقد تأثر الفنانون الأوروبيون بمشاهد الحياة اليومية في المغرب، وتعتبر كذلك الحركة الفنية المغربية المعاصرة من المدارس المعروفة عالميًّا خاصة الفن التشكيلي.
وتعد الموسيقى الأندلسية من الفنون السمعية المميزة للمغرب،ويعتز المغاربة جيلاً بعد جيل بهذا التراث الموسيقي الضخم الذي اصْطُلِح على تسميته بالموسيقى الأندلسية، بعد أن كانوا إلى عهد قريب يطلقون عليها موسيقى الآلة، والمصطلح الجديد يشير إلى المَنْبَت الأول لها وإلى وفاء المغاربة لماضيهم التَّلِيْد يوم كانت الأندلس خاضعة لإدارتهم ونفوذهم. كان الناس مغاربة وأندلسيين يتنقلون بين العدوتين انتقالنا اليوم بين المحافظات.
وتعتبر صناعة الخزف تراثًا أصيلاً يعكس عبقرية وإبداع الصناعة المهرة بالمغرب، وللحفاظ على مقومات ومميزات وأصالة هذه الحرف يجب المحافظة على مواصفات الجودة التي تعتبر عنصرًا أساسيًّا لاستمرارية المنتج واكتسابه مصداقية لكسب رهان المنافسة. يضاف إلى ذلك تطوير وتشجيع الابتكارات والإبداعات الفنية لمسايرة الأذواق في إطار التجديد مع الحفاظ على الأصالة؛ ليبقى المنتج متوفرًا على كل خصائصه ومميزاته.
ونجد من بين هذه الصناعة التقليدية: حُليًّا فضية منحوتة، مصابيح زيتية من الحجر، جلودًا مطرزة، أواني خزفية ريفية، رخامًا، جرات، صناديق، مجوهرات بربرية.
الزِّي المغربي
الزِّي والحُلِيّ يعكسان في المغرب الشخصية المغربية المتشبثة بأصالتها، ولكل قطعة في الزي المغربي اسم وأسلوب في الاستعمال، من أشهرها الجلابة والسلهام (البرنس) والقفطان.
الجلابة يرتديها بعض الرجال عند خروجهم لأعمالهم أو السوق أو الصلاة. وتختلف جلابة النساء عن جلابة الرجال بطريقة تطريزها. وكانت النساء في الغالب لا يتأنَّقْن كثيرًا في الجلابة باعتبار أنهن يرتدينها فوق لباسهن للخروج وينزعنها بمجرد الوصول إلى مكان الحفل.
أما القفطان فإنه يصنع من الأثواب الرفيعة، ويمتد حتى الكاحل، ويتخذ شكل جبة واسعة ذات كمين من غير غطاء رأس ولا طوق مفتوح من الأمام إما على طوله أو إلى منطقة الحزام.
ويخيط الجلابة والقفطان خيَّاط متخصص، ولا يستعمل في صناعته أي آلة إنما هي الإبرة والخيط فقط، أما ما يكون فيه من ضفائر وقيطان فينسجه أيضًا بيده، ويطرز القفطان وجلابة النساء يدويًّا بالخيوط الذهبية أو الفضية أو بهما معًا، ولا يستعمل أية "آلة خياطة"، وهو إلى اليوم لباس الحفلات لا ينازعه في المكانة أي زي آخر.
العرس المغربي
الحناء:
تحرص نساء المغرب عادة على استعمالها قبل الحمَّام بعد إضافة أشياء إليها كزيت الزيتون والقرنفل وبعض الألوان الطبيعية وغير ذلك.
إلا أن لهن مناسبات عزيزة يواظبن على الاحتفال بها، ففي بعض المناطق توضع على كفَّي الطفل عند ختانه، وفي المدن توضع في يدي الطفلة وفي قدميها ليلة القدر، أما أهم احتفال بالحناء فهو حِنَّاء العروس. تُعَدُّ هذه الحناء إعدادًا خاصًّا، ولها سيدة متخصصة في عملها تسمى "الحناية". فبعد ذهاب العروس إلى الحمام "البلدي" مرة على الأقل ترتب ليلة خاصة قبل الدخلة بيومين أو ثلاثة يحضرها النساء من أقارب العروس وبعض صديقاتها المقربات وسط الزغاريد ودقات الدفوف والدرابيك.
تقوم الحناية برسم أشكال وزخارف على يدي العروس وقدميها قريبة الشبه من الأشكال الموجودة في السجاجيد المغربية.
العروس:
رغم موقع أوروبا على مرمى البصر من المغرب فإن المغاربة لم يتأثروا بالطريقة الأوروبية فاحتفظوا بأسلوبهم الخاص المتميز.
تقوم "النجافة" ومساعدتها بتزيين العروس وإلباسها أزياء خاصة وحلي خاصة مكونة من تاج ذهبي وعقود من اللؤلؤ، وتتخلل هذه الزغاريد الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم). ثم تتصدر العروس المجلس حتى يتمكن المَدْعُوُّون من رؤيتها والسلام عليها.
ثم تجلس العروس في طيفور (طبق كبير من الخشب أو النحاس)، ثم تحملها النجافة ومساعدتها على أكتافهن وسط الأهازيج وغناء الأقارب.
ويختلف هذا الاحتفال من منطقة إلى أخرى، سواء في عمل الزينة أم في الملبس.
الطبخ المغربي
واحد من أجود وأرقى المطابخ في العالم، وللطبخ المغربي حكاية طويلة عميقة الجذور، ألَّفَ الناس كتبًا في تاريخه وفي مكوناته وفي طرق إعداده، وهو أيضًا من أكثر المطابخ تنوعًا، حيث يتعدى ألفي صنف.
الكسكسي: يتردد على الألسنة كثيرًا كأكلة شعبية لدول المغرب العربي، ويتميز الكسكسي المغربي بتنوع طرق تحضيره، فكل منطقة في المغرب لها طريقتها الخاصة في إعداده، حيث نجد الكسكسي باللحم والكسكسي بالدجاج والكسكسي بالزبيب والكسكسي بالسمك..
الحريرة: حساء مغربي مشهور، يكثر تناوله خلال رمضان المبارك.
البسطيلة: ذلك القرص الذهبي زينة الأفراح والولائم، لا يختلف اثنان على روعة مذاقها وحلاوة طعمها.
الطجين: أكلة مغربية أصيلة تعتمد في تحضيرها على اللحم أو الدجاج أو السمك، وتختلف طرق تحضيرها من منطقة إلى أخرى.
الشاي الأخضر (أتاي): يتميز الشاي المغربي بطريقة خاصة في تحضيره وتقديمه، فقد أُلِّفَت فيه رسائل يصل بعضها إلى مائتي صفحة، طبع بعضها ولا يزال معظمها مخطوطًا.
ويفضل المغاربة شرب الشاي عامة بعد الأكل، كما يُشرب في مختلف الأوقات نظرًا لمنافعه الصحية.
وللشاي جلسة وأدوات وكؤوس خاصة لا تستعمل إلا له، ولا تخلو بوجه من الوجوه حفلة ولا وليمة منه، سواء قبل الأكل أم بعده مع تقديم حلويات.
السياحة في المغرب: المدن المغربية
الرباط، مكناس، فاس، مراكش، من بين المدن المغربية العتيقة والمعاصرة الأخرى، تتنفس تحت ضياء شمس واحدة، ليست بالمختلفة كما أنها ليست بالمتشابهة، لقد شُيِّدَت بحق لكي تبهر زوارها، حيث أسست كل واحدة منها كعاصمة تفوق نظيرتها جمالاً.
وهناك أيضًا مدن طنجة وتطوان وشفشاون والعرائش وأصيلة وأجادير وسلا والجديدة والعيون.. لا ندري أيها نختار، بل علينا بزيارتها كلها، عابرين المغرب وتاريخه، قاطعين مسافة (3500كم) من الشمال إلى الجنوب عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي الذي يربط بينها.
سفر لا يُنْسَى لاكتشاف هذه المدن الجذابة، حيث يمتزج الحاضر بالماضي ليطبعنا بجملة من الإحساسات المثيرة، لا نكاد نغادرها حتى نحلم بالعودة إليها.
يتمتع المغرب بتنوع مناخه ما بين متوسطي في الشمال وجبلي في الوسط وصحراوي في الجنوب، تخترقه سلسلتان جبليتان هما الريف والأطلس، وتصل أعلى قمة بالمغرب 4165 مترًا بجبل توبقال بالأطلس الكبير.
ويتجلى هذا التنوع الطبيعي في مناظر جميلة تختلف من جبال تكسوها الثلوج إلى غابات الأرز الخلابة، فالسهول على امتداد الساحل الأطلسي. ويُمَكِّن فصل الربيع في المغرب الزائر من أن يجمع بين الاستمتاع بالسباحة والتزحلق على الجليد وهدوء الواحات.
مدينة الرباط: ومَحْضَن التاريخ
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الجميلة وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة، كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مُرَصَّع بالجواهر: شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات أشجار الفِلِّين الأخضر.
في هذه الجولة في بعض مدن المغرب، نشرع أمامكم الباب لتشاهدوا بعضًا من حضارة هذه البلاد الشامخة، فنَحُطُّ الرِّحَال أول الأمر بعاصمة المملكة "الرباط"، ثم ننتقل إلى فاس مدينة العلم والحضارة، ونعرج على طنجة مجمع البحرين وملتقى الحضارات.
لنعود في وقت لاحق - إن شاء الله - لنُمِيْط اللثام عن مدن مغربية أخرى لا تقل بهاء وجمالاً وعلى رأسها مراكش الحمراء، وورزازات الزهراء، وكلميم باب الصحراء، والصويرة )موكادور(، والدار البيضاء الكبرى.
تخيلوا مدينة بيضاء تنتصب بعظمة وكبرياء على مصب النهر، تفتخر بتاريخ مجيد يعود إلى عصور قديمة، وتتحلى بجمال أخَّاذ جمعت مظاهره عبر قرون متعددة. اختيرت عاصمة للدولة الموحدية في القرن 12م، ثم بعد ذلك عاصمة للمغرب المعاصر.
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الغَنَّاء وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة. كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مرصع بالجواهر، شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات أشجار الفِلِّيْن الأخضر.
ساحة حسَّان: مجد الحضارة وحضارة المجد
بساحة حسَّان الواسعة تنتصب صومعة يبلغ علوها 44 مترًا، وتصوروا عُلُوّها كان سيصل 80 مترًا، كما كان يحلم بذلك يعقوب المنصور الموحدي.
تدل المائة عمود المحيطة بالصومعة على أن ساحة حسَّان كانت ستصبح أكبر جامع في العالم الإسلامي، في عهد عظمة الإمبراطورية الموحدية التي امتدت حدودها إلى تونس وإسبانيا.
أبواب المدينة القديمة: شموخ التاريخ
يُعَدُّ باب "الرواح" أجمل الأبواب الخمسة التي تسمح بالدخول إلى الرباط، إنه فخم ورائع يزينه إكليل زهر وأربيسك وردي ومحارات كبيرة.
عند زيارة المُتْحَف الأثري يكون الاندهاش قويًّا أمام هذه المفاجأة، فالمغرب يحكي تاريخًا عريقًا من خلال هذا المتحف، وذلك منذ عصر ما قبل التاريخ ومرورًا بالحضارات ما قبل الرومانية والرومانية، إلى الفترة الإسلامية الزاهرة، فهذه أدوات حجرية نحتها إنسان النيوندرال. وتستمر الزيارة بعد الخروج من المتحف وفي هذه اللحظة ستعتمدون على حاسة الشم التي سوف تقودكم لا محالة إلى زنقة السويقة، حيث الكفتة المشوية والحلويات العَسَلِيَّة والفواكه المجففة المتنوعة.
وفي الطريق نحو زقاق القناصلة تجدون معروضات طريفة من أباريق القهوة طويلة اليد، وفناجين حديدية بيضاء، وكؤوس مزخرفة وأثواب مطرزة وأساور فضية، كما تعرض كذلك في نفس الزقاق الزرابي الرباطية المشهورة بنعومتها ونسيجها الدقيق، وبلونها الأحمر الذي يتوسطه وسام مركزي.
قصبة الأوداية:
لقد كانت قصبة الأوداية مقرًّا لكثير من الأحداث، مقرًّا لقبيلة الأوداية التي كلفها المولى إسماعيل بالدفاع عن المدينة ضد القراصنة، مقرًّا ليعقوب المنصور ولعبد المومن الموحدي الذي بنى بها جامع "العتيقة" حوالي سنة 1150م وهو أقدم جامع بالرباط.
عند جلوسك بالمقهى التقليدي وتذوق حلوى كعب الغزال بالشاي المُنَعْنَع، والنظر هائم في الأفق يراقب القوارب الراقصة بوادي أبي رقراق على حافة أسوار "سلا" تدرك عظمة الرجال الذين مروا من هنا.
قصبة شالة:
بناها المرينيون في القرن الرابع عشر الميلادي، تقوم على أنقاض مدينة "سلا" الرومانية العتيقة. هنا، الطبيعة ملهمة، والأحجار لها روح حية، الموز والتين والنخيل تغوص بجذورها في التاريخ، تحرس هذا المكان السحري صومعة تظهر بين الأعشاب ذات زليج متعدد الألوان اللامعة.
فاس مدينة العلم والحضارة
هي العاصمة العلمية، عاصمة التقاليد العريقة، اتخذها أكبر عدد من الملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب عاصمة لهم. إنها لؤلؤة العالم العربي وهي مدينة الأحاسيس المتعددة.
فهي كفلورنسا أو أثينا، كل من يأتي إليها - باحثًا عن كنز حضاري أو حياة غنية زاخرة متنوعة المظاهر أو دفء الشمس أو الذوق الرفيع أو أزكى العطور - ينال مُبْتَغاه لا محالة.
في فاس لا حَدَّ للمتعة الروحية والحسية، فبهاء القصور والمتاحف وترف العيش يجعل فاس مدينة قَلَّ نظيرها، وتغري بالإسراع في جولات متعددة.
كانت أول عاصمة للمملكة سنة 808هـ في عهد إدريس الثاني، ثم عاصمة في القرن الثالث عشر أيام المرينيين، وكذا في القرن التاسع عشر تحت إمرة مولاي عبد الله.
فاس البالي أو المدينة القديمة
يتكون فاس البالي من عدوتين. ففي سنة 818هـ استقرت على الضفة اليمنى لوادي فاس المئات من العائلات المسلمة النازحة من الأندلس والمطاردة من طرف الجيوش الصليبية، وسميت بعدوة الأندلس. وبعد مُضِيّ سبع سنوات، حلت 300 عائلة قيروانية على الضفة الأخرى، سميت بعدوة القيروانية.
حمل عرب الأندلس حضارة في أوج ازدهارها، فَحَيُّ الأندلسيين يبهر ببهائه وتعدد بنيانه، فالقصور تتنافس بجمال زخارفها، ويشهد على ذلك الخشب المنقوش والنحاس المنحوت والزليج المتعدد الألوان والمشربيات وأعمدة الجبس المنقوش.
جامع القرويين: أقدم جامعة في العالم
بُنِيَ جامع القرويين كمعهد للعلم قبل جامعتي السوربون وأوكسفورد، وما زال إلى اليوم أحد المراكز الرئيسية للإشعاع الثقافي بالمغرب العربي. تحتوي مكتبته على 30 ألف مجلد، وبها مصحف يرجع تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، وقد شُيِّدَ هذا الجامع سنة 857م وتم توسيعه سنة 1317م.
إن التجول عَبْرَ أرجاء فاس من الإمتاع بحيث ينبغي القيام به مرتين على الأقل. عند بزوغ الفجر، يضيء ضوء النهار التلال، وعند الغروب تغطي حمرة الشفق السقوف والقباب. إنه لمنظر من مناظر المدينة العتيقة سيبقى لصيقًا بالذاكرة، سيجعل كل من زار فاس حريصًا على العودة إليها لا محالة.
التجول في فاس متعة للروح والبدن
إن أفضل طريقة للتجول بفاس هي المشي بِمَهَل وبدون أية وجهة محددة، وتتبع تيار الحياة ومبتغى الأحاسيس. صوف ناعم، كوب شاي ساخن، عبير التوابل المنبعث من حوانيت العطارين. جمال ألوان خيوط الصوف المعلقة بأسواق الصباغين، مذاق الكباب والحلوة المخضرة بالعسل، ضجيج الأدوات في كل مكان تقريبًا.. الدخول في متاهة الأزقة والأدراج، والممرات، والقبب، والدروب، ففاس عاصمة الذواقة ومحل الأكل الرفيع. إنها مقر صنع "البسطيلة" الشهيرة التي تحضر من أوراق عجين أنعم من الحرير تحشى بلحم الحمام أو الدجاج، والسكر، واللوز والتوابل. أما إذا ما صادفتم على طرقكم بائع حلوى "النوغا" فلا تترددوا في التوقف عنده.
مولاي يعقوب وسيدي حرازم: ماء ودواء
تزيح ناحية فاس الستار عن مظهر البرك ذات المياه الصافية والمعدنية الشافية لكثير من أمراض الروماتيزم وأدواء أخرى، ومنها ينبوع "سيدي حرازم" بمياهه الساخنة المنغنيزية معروفة إبان ليون الإفريقي، الجغرافي العربي الذي عاش في القرن السادس عشر، أما اليوم فهذا الينبوع مجهز بمحطة استحمام عصرية. بعد الارتواء من ماء الينبوع، اذهبوا إلى قبة سيدي حرازم البيضاء، وسط أشجار الكالبتوس والنخيل، والدفلي، ثم اعرجوا على مضايق سبو. فعلى الطريق تتوالى مناظر خلابة عديدة، فاس الريف والأطلس المتوسط. الخوانق التي شقها وادي سبو كما تدل على ذلك الطبقات الكلسية المحمرة.
طَنْجَة.. مجمع البحرين
طنجة بوابة المغرب، تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. حشود مختلفة من البشر، أسواق عطرة، ضوضاء مواكبة للبحر والمدينة هنا يبدأ الانبهار الحسي.
كانت طنجة مدينة دولية، ومنذ تأسيسها كانت هدفًا يتوق إليه العديد من الشعوب.
إنها تجلب السائحين من العالم بأسره - ومن المغاربة أيضًا - الذين يفتنهم اعتدال طقسها. مدينة طنجة تستجيب لتطلعاتكم.
توصف بأنها يمامة على كتف إفريقيا. أسست "تنجيس" في القرن الرابع قبل الميلاد، تنازع بشأنها القرطاجيون والرومان والفينيقيون والوندال والإسبان والبرتغاليون والإنجليز إنها أقرب مدينة إفريقية إلى أوروبا، مهوى أفئدة الفنانين، سواء كانوا رسامين أم موسيقيين أم كتابًا.
ادخلوها من بابها الواسع باب الراحة، فتحة في الأسوار، تُفْضِي إلى بانوراما لا تنسى وإلى الخليج الصغير. أنصتوا إلى الصخب المتصاعد من الميناء والقصبة.
ها هو ذا السوق الكبير، تشرف عليه المنارة المزينة بالفسيفساء المتعدد الألوان لمسجد سيدي بوعبيد.
تمزج ألوان "فوطات" البدويات بالأحمر والأبيض وألوان قبعاتهن المزينة بالشرابات بألوان الثمار والأواني الخزفية والأنسجة. صياح البائعين، وأصوات مطارق الصناع التقليدين تقدم هناك كل صباح حفلة موسيقية أخاذة. وهذا الرنين، إنها الأجراس النحاسية للسقاة بأزيائهم المزركشة... وهذا العطر، مزيج لطيف من روائح التوابل والصوف يلتصق بالذاكرة وبالذكريات المرئية أو المسموعة. هل هو أريج الليمون؟ أو القرفة؟ أو البخور؟ أو النعناع؟ أو الشواء؟ إنه أريج طنجة المميز.
في اتجاه الجنوب بمدخل المدينة العتيقة على مقربة من المسجد الكبير يوجد السوق الصغيرة، ساحة جذابة محاطة بفنادق ومطاعم ومقاهي.
إن لطنجة سحرها فهي تتوفر على مَلَكَة إيقاظ الفنان الكامل بداخلنا. الحلم بأجمل الصور المسجلة من صميم الواقع، والتزود من تلك المادة الخام التي تمنحها طنجة لتسجيل الخواطر... والاستظلال بأشجار التين المعمرة عبر مئات السنين، وبحدائق "المندوبية"، حيث وضع ثلاثون مدفعًا برونزيًّا بعد ما قاومت، وجلجلت، ودَكَّت أركان أعداء البلاد فيما مضى.
أو بحدائق السلطان، التي تجمع بين إغراء الزهور والقوة المثيرة بقصر دار المخزن المشيد في القرن 17م، بقبابه الرخامية وسقوفه الأرزية وديكوراته المزينة بالفسيفساء البديعة وهي تأوي اليوم مُتْحَف الفنون المغربية العتيقة والحديثة.
في طنجة كل شيء يبدأ من البحر ويؤدي إلى البحر، من "سور المعجازين"، تمعنوا هذه اللوحة التي تأملها العديد من الفنانين: الميناء، المياه الخضراء، والزرقاء لمضيق جبل طارق، وعلى مرمى العين؛ هناك الأندلس القرمزية عند مغرب الشمس.
عندما يلتقي البحر بالمحيط
يوجد دائمًا ما يدعو للاستجمام أو لإغناء الثقافة خلال التجول عبر أرجاء طنجة، بوسعكم أن تسبحوا صباحًا بالمحيط الأطلسي وبعد الزوال بالبحر الأبيض المتوسط أو العكس.
شرق طنجة على بعد 10 كيلومترات يوجد رأس "مالاباطا" عبر طريق جميلة ملتوية بين التلال على طول خلجان رملية صغيرة، ستجدون بكل تأكيد خليجًا صغيرًا، وكأنه جُعِلَ خصيصًا لكم، حيث يمكنكم الاستمتاع حقًّا بالاستجمام تحت أشعة الشمس أو بأمواج البحر. من المنارة، يبدو منظر البحر والمضيق كأنه نداء إلى اللامنتهى.
بالشمال الغربي على بُعْدِ اثني عشر كيلومترًا من طنجة، يعانق المحيط الأطلسي البحر الأبيض المتوسط أمام رأس "سبارطيل". يَشْرَئِبُّ إلى هذا الرأس الأقصى لإفريقيا المغطى بالكالبتوس وبلوط الفلين، على بعد بضعة كيلومترات، يخوض التاريخ غمار الأسطورة. تستمر أمواج البحر بهديرها في حفر مغارات "هرقل".
كانت طنجة آهِلَةً بالسكان فيما قبل التاريخ، واستخرجت منها لفترة طويلة الصخور الكِلْسِيَّة لصنع الرحى، غير بعيد من هناك تبدو الآثار الرومانية للحمامات ومصانع الزيوت بكوتا.
أصيلا: الثقافة والطبيعة
على طول الضفة الأطلسية يمكن مزج إغراءات البحر والتاريخ. تبدو المدينة الصغيرة الكتومة "أصيلا" على بُعْد أربعين كيلومترًا من طنجة، كأنها في غفوة خلف أبوابها الزرقاء والخضراء والصفراء. على الرغم من ذلك، فقد تعاقب عليها عدة دول أجنبية، كانت "أصيلا" رومانية وإسبانية وبرتغالية تُوَفِّر اليوم قلاعها وصوامعها نزهات هادئة على جانب البحر، ومطاعِمُها معروفة بِسَمَكها المقلي.
العرائش: عروس الشمال
العرائش مشهورة بموقع "ليكسوس". يقال بأن هرقل قطف فيها تفاح الذهبي، كان هذا إنجازه الحادي عشر. أما الآثار الأكثر تجليًّا فهي المعبد والمسرح والقلعة والحمامات.
تطوان: الحمامة البيضاء
في اتجاه الشرق، على امتداد المسافة، تتمسك تطوان بالريف. مدينة بيضاء تزينها الخضرة. في تطوان تتجانس الثقافتان المغربية والأندلسية. هنا لكل عادة مقامها، ولكل مهنة زقاقها.
إن تطوان معقل المتاحف الرائعة والمؤسسات الثقافية بتنَوُّعاتِها.
تمتد شمال المدينة المحطة الاستجمامية "كابونيكرو" (الرأس الأسود) بشمسها الدافئة، ورمالها الناعمة، وممراتها التسعة المخضرة.
شفشاون: الأندلس الصغيرة
على بعد ستين كيلومترًا جنوب تطوان بعيدًا عن المنطقة الساحلية تقع مدينة شفشاون البيضاء ذات الأبواب الزرقاء، الغنية بمنابع مياهها العذبة، إنها إحدى أبهج المدن المغربية، مدينة طاهرة، مدينة سعيدة، توصلك أزقتها النظيفة المرصوصة بالحصى إلى سلسلة الساحات المظللة.


تــاريخ فـن الخـزف
مزهريات، أكواب، أواني لإعداد الطعام، أطباق لتقديم الفاكهة، بلاطات من الفخار مطلية بألوان مبهجة مصنوع منها منضدة تتوسط غرفة المعيشة، كلها أشياء من الفخار تزين منزلي أستمتع بها وأشعر بسعادة وأنا أستخدمها. في مرحلة الطفولة كانت لي محاولات في التعامل مع هذه المادة وهي خام؛ لصنع أكواب أو ألعاب بيدي، ومن الواضح أن تلك المحاولات البسيطة تركت داخلي حبًّا لهذه المادة بأشكالها المختلفة، سواء أكان الفخار مطليًّا أم غير مطلي، سواء أكان للاستخدام أو لتجميل المكان الذي أعمل به أو أعيش فيه.
كنت أبحث عن مصدر أحصل منه على الطينة التي تصنع منها الأواني الفخارية؛ وذلك لرغبتي في أن تتعرف أنامل ابني على تلك المادة في محاولة لتنمية مهاراته ومساعدته على اكتشاف عالم جديد قد يستهويه ويجد نفسه من خلاله.. فعلمت أنه عليَّ الذهاب إلى منطقة الفسطاط بمصر القديمة بالقاهرة للحصول على هذه المادة؛ لأنه مكان (أتيليهات ) ورش الخزافين الفنانين والحرفيين، وهناك سأحصل على ما أريد.. بالفعل ذهبت وهناك استوقفني مبنى جميل وكبير عرفت لاحقًا أنه مركز الفسطاط للخزف، مركز حرفي تعليمي وفني للخزافين الفنانين والحرفيين تابع للمركز القومي للفنون التشكيلية تَمَّ الانتهاء من المرحلة الأولى منه على مساحة حوالي 2400 متر مربع، مبنى كبير به مجموعة من الورش والأفران وقاعات العرض ومراسم لإقامة الفنانين الأجانب والمصريين، وقد أفادني المهندس جمال عامر – مصمم ومنفذ المشروع أن تم اختيار هذا المكان تحديدًا؛ لأنه نفس مكان أتيليه الفنان سعيد الصدر رائد فن الخزف المصري الحديث، الذي خَرَجَ منه خَزَّافون رائعون أمثال محمد مندور ونبيل درويش ومحيي الدين حسين وغيرهم. خرجت من المكان بعد أن حصلت على ما أحتاجه من طينة، ولكن انتابتني رغبة شديدة في معرفة المزيد عن تاريخ هذا الفن الجميل.
فتوجهت لِمُتْحف فن الخزف الإسلامي الذي أبهرني جمال عمارته الإسلامية؛ حيث تتنفس روائع التحف الخزفية في بيئة معمارية هي نتاج نفس الحضارة. فالمتحف يضم مجموعة من المنتجات التي كشفت عنها الحفائر في العديد من البلاد الإسلامية التي امتازت بتنوع أشكالها وأساليب صناعتها وطرق زخرفتها، فهناك صالة لعرض الطراز الفاطمي، وصالة خاصة بالعصور: المملوكي والأموي والأيوبي، وأخرى لعرض الطراز التركي والإيراني والسوري وباقي الطرز.. وهناك حقيقة مؤداها أن إنجازات مُبْدعي الخزف المسلمين تحتل مكانة مرموقة في مجال صناعة الخزف.. حيث تضاهي في عظمتها ورونقها أفضل القطع الخزفية في العالم.. هذه الزيارة أمتعتني، ولكنها لم تشبع رغبتي في المعرفة عن هذا الفن؛ فتوجهت لمكتبة مُتحف الفن الإسلامي واطَّلَعْت على مجموعة كتب أعتقد أنها أكملت الصورة لدي عن هذا الموضوع، فقرأت في كتاب معنى الفن لهربرت ريد عن تعريف صناعة الفخار أنها أبسط الفنون جميعًا وأكثرها صعوبة في آن واحد. هي أبسط الفنون؛ لأنها أكثر أولية، وهي أكثر الفنون صعوبة؛ لأنها أكثر تجريدًا. وصناعة الفخار من الناحية التاريخية، من بين أوائل الفنون التي ظهرت على الأرض. فقد صنعت أقدم الأواني بالأيدي من الطين الخام المستخرج من الأرض، كانت مثل هذه الأواني تجفف في الشمس والهواء، وحتى في المرحلة التي سبقت قدرة الإنسان على الكتابة كان يملك هذا الفن، وما زال بإمكان الأواني التي صنعت في ذلك الزمن أن تحركنا بشكلها المؤثر. وحينما اكتشفت النار وتعلم الإنسان أن يجعل أوعيته أكثر صلابة وقدرة على البقاء، وحينما اخترعت العجلة، واستطاع صانع الفخار أن يضيف الإيقاع والحركة المتصاعدة إلى تصوراته عن الشكل. حينئذ تواجدت – أو توافرت – كل الأسس اللازمة لهذا الفن الأكثر تجريدًا. لقد نشأ وتطور من أصوله الوضعية، حتى أصبح في القرن الخامس قبل الميلاد، الفن الممثل لأكثر الأجناس التي عرفها العالم من قبل ثقافة وحساسية. فالزهرية اليونانية نموذج للتناغم الكلاسيكي، وحينئذ قامت حضارة ناحية الشرق، فجعلت من صناعة الفخار فنها الأثير والأكثر تعبيرًا عنها، بل استطاعوا أن يدفعوا بهذا الفن إلى صور أندر نقاء مما استطاع الإغريق أن يحققوه. فالزهرية اليونانية تمثل تناغمًا جامدًا (استاتيكيًّا)، أما الزهرية الصينية - حينما تتحرر من التأثيرات المفروضة للثقافات الأخرى والأساليب الفنية المخالفة، فقد حققت تناغمًا متحركًا (ديناميكيًّا) أنها ليست شيئًا خزفيًّا، وإنما هي زهرة حقيقية.
وأيضًا قرأت في كتاب تاريخ العمارة والفنون الإسلامية للأستاذ توفيق أحمد عبد الجواد أنه لم يكن للخزف قيمة تذكر في العصور القديمة قبل الإسلام، وذلك بسبب استخدام المسئولين على رعاية الفنون للأواني المعدنية من الذهب والفضة، وبالتالي لم يهتموا بالأواني التي تصنع من الفخار، ولما جاء الإسلام حَرَّم البذخ والتغالي في استعمالات أدوات الزينة والأواني المصنوعة من الذهب والفضة، مما كان لهذا التحريم أطيب الأثر في العناية بصناعة الخزف وابتكار أنواع جديدة؛ لتحل محل الأواني المعدنية. فظهر لأول مرة الخزف ذو الزخارف البارزة تحت طلاء مذهب الذي يعتبر التجربة الأولى لابتكار الزخرفة بالطلاء ذي البريق المعدني في البصرة بالعراق في القرن التاسع الميلادي، الذي يُعَدُّ ابتكارًا إسلاميًّا خالصًا غير مسبوق في الحضارات السابقة على الإسلام، ولم يتوصل له الصينيون بالرغم من عُلُوِّ شأنهم في مجال صناعة الخزف والبورسلين. وانتقل الخزف العربي من مرحلة تقليد الخزف الصيني إلى مرحلة الابتكار وإبراز الشخصية الفنية العربية، وانتشر هذا النوع الجديد من الفن الخزفي بين العراق موطنه الأصلي إلى مصر حينما دخلها أحمد بن طولون، ووصلت صناعته إلى درجة ممتازة من الرقي في العصر الفاطمي.
وتعرض لنا أواني الخزف الفاطمي لوحات رسومات أشخاص وطيور وحيوانات، وزخارف نباتية وهندسية، وكتابات بالخط الكوفي الجميل، فضلاً عن مناظر للرقص والموسيقى والصيد، ومناظر من الحياة اليومية الاجتماعية كالمبارزة بالعصي – التحطيب – والمصارعة ومناقرة الديوك وغيرها. وقد سجل الرَّحالة الفارسي ناصري خسرو، الذي زار القاهرة أيام الخليفة المنتصر بالله ما يأتي:
"يصنعون بمصر الفخار من كل نوع، لطيف وشفاف، حتى أنه يمكن أن ترى باطن الإناء باليد الموضوعة خلفه، وكانت تصنع بمصر الفناجين والقدور والبراني والصحون والأواني الأخرى وتزين بألوان تشبه النسيج المعروف باسم البوقلمون، وهو نسيج تتغير ألوانه باختلاف سقوط الضوء عليه". ونجد في كنائس مدينة بيزا بإيطاليا أطباقًا من الخزف القاهري ذي البريق المعدني حملها معهم بعض السائحين إلى مصر، وثبتوها على حوائط الكنائس اعتزازًا بها كلوحات وتحف فنية جميلة.
ثم أصيبت هذه الصناعة بنكسة عندما احترقت مصانع الخزف في الفسطاط، حينما أغار عليها الصليبيون. وبسقوط الدولة الفاطمية وظهور الدولة الأيوبية التي حاربت المذهب الشيعي، السبب الذي من أجله رحل الكثير من الفنانين والخزافين إلى إيران، حيث ظهر هذا الفن الجديد، فن صناعة الخزف في أواخر القرن السادس الهجري.
وفي العصر الأيوبي اهتمت الدولة الإسلامية بهذه الصناعة، وظهر نوع جديد منها، عرف باسم الخزف الأيوبي، الذي امتاز برقة الطينة وجمال التزجيج، له أرضية خضراء وزخارف سوداء ورسومات بديعة لأنواع نباتية يتخللها أشكال جميلة للطيور والحيوانات، حيث ينسب إلى القرن السابع الهجري – 13م - في القاهرة نوع جميل من الخزف، عبارة عن عجينة بيضاء ترسم عليها الزخارف بالأسود تحت طلاء زجاجي أخضر أو أزرق أو بنفسجي، وأحيانًا ترسم فيه الزخارف بألوان متعددة من الأحمر والأزرق والأسود تحت طلاء شفاف. تتألف زخارفه من رسومات آدمية مثل لقاء شخصين في قارب شراعي، أو لقاء حول شجرة، أو شخص ممسك بكأس، أو عازف على الهارب Harp، أو فارس مُمْتطيًا جواده، فضلاً عن رسومات طيور وحيوانات تتمتع بقسط وافر من المرونة والحركة. ومن الرسومات الجميلة من الخزف الموجود في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة رسم للسيدة العذراء تسند إليها السيد المسيح عليه السلام، ولهذه القطعة بقية محفوظة بمتحف ناكي في أثينا صورة قديسين وفوقهم ملائكة مجنحة.
أما الخزف في عصر المماليك فكانت زخارفه من رسومات لصور حيوانات ترسم بالأسود والأزرق تحت طلاء زجاجي شفاف على أرضية من زخارف نباتية قريبة من الطبيعة، متأثرًا بذلك التأثير الإيراني؛ حيث هاجر كثير من الفنانين والخزافين من إيران والعراق إلى الشام ومصر أثناء حرب المغول مع المماليك.
وظهر نوع آخر من الخزف في العصر المملوكي المتأثر بالخزف الإيراني في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي متأثرًا بالبورسيلين الصيني المزخرف بالأزرق على أرضية بيضاء؛ حيث نجد فيه زخارف مقتبسة مثل رسم التنين والعنقاء – الرخ - الرسومات لحيوانات وطيور ونباتات مائية مرسومة طبقًا لقواعد الطراز الصيني.
كذلك ظهر نوع من الخزف الشعبي أرخص وأكثر استعمالاً وهو الفخار المطلي بالمينا المتعدد الألوان، وكان كثير الاستعمال في المطابخ والحاجيات اليومية. ويتكون بدن الأواني في هذا النوع من طينة عادية من الفخار حمراء أو سوداء اللون، تغطيها بطانة بيضاء ترسم فوقها الزخارف بالمينا الملونة، وتحدد الرسومات بخطوط تَحُزُّ في بطانة الإناء، وقد تكون هذه الخطوط بلون عسلي قاتم يحدد الزخارف، ثم يعلو هذه الزخارف طلاء زجاجي شفاف. وقد يحدث في بعض الأواني أن تكشط الأرضية تحت طبقة الطلاء الشفاف، وقد تُنَفَّذ بعض الزخارف البارزة بعجينة طلاء زجاجي ملون، أي بطانة سائلة بطريقة القرطاس أو القمع، وقد نجح الخزافون المصريون في هذا النوع في استخدام خامات رخيصة لإنتاج تحف ذات جمال خاص للاستعمال اليومي.
وتزدان هذه الأواني من الفخار المطلي بأشكال هندسية مختلفة، بعضها تشبه قرص الشمس وأشرطة وجدائل وزخارف نباتية متشابكة قد ترتب أحيانًا على شكل هرمي، كما تزخرف أحيانًا برسومات لحيوانات أو طيور من أنواع مختلفة، وفي حالات قليلة برسومات آدمية بعضها يمثل صيادًا على جواده أو بحارًا يمسك بمرساة قاربه ومجالس شراب أو طرب. وتمثل الكتابات مكانًا بارزًا في زخارف هذا النوع من العصر المملوكي بالخط الثُّلُث الجميل أو بخطوط سريعة تشتمل على عبارات دعائية لصاحب الآنية أو أسماء أصحابها وألقابهم ووظائفهم.
وفي النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي بدأت صناعة الخزف المصري في الاضمحلال؛ نظرًا لأن البورسلين الصيني غمر الأسواق المصرية بكميات كبيرة أقبل الناس على شرائها، وخاصة بعد الضعف الشديد الذي أصاب هذه الصناعة المصرية، وتدهورت هذه الصناعة بعد الفتح العثماني التركي سنة 1517م، وأخذت مصر تستورد الخزف من آسيا الصغرى.
وبعد كل تلك القراءات في الكتب أردت أن أمتع عيني بأعمال حية وحديثة من الفخار، فتوجهت لدار الأوبرا لمتابعة بينالي القاهرة الدولي الخامس للخزف، الذي شارك فيه عدد كبير من الخزافين المصريين والعرب وخزافين من شرق آسيا وأوروبا وأمريكا، كلٌّ بما له من تراث حضاري وثقافي وفني عَبَّر عن ذاته من خلال تلك المادة الخام الجميلة، وقد استوقفتني أعمال بما فيها من فن وجمال وقطع أخرى استوقفتني لغرابتها، وقد شارك عدد كبير من الخزافين العرب من الأردن، والبحرين، والسعودية، والسودان، والعراق، والكويت، والمغرب، وتونس، ومصر، وسوريا، وفلسطين، وقطر، ولبنان. منهم من أنتج أعمالا بشكل كلاسيكي ومنهم من اتجه إلى الغرابة، وتَمَّ فيه تكريم اثنين من الخزافين المصريين، وهم حسن حشمت ومحمد الشعراوي.
! الفخار.. طين ينافس الذهب
يعتبر فن الفخار والخزف من أرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية ولازمت الحضارات المختلفة منذ أقدم العصور.
ولذلك يهتم منقبو الآثار والباحثون عن حياة الشعوب بالفخار؛ إذ إنه حرفة وصناعة مارسها الإنسان منذ قديم الزمان في بقاع الأرض التي عاش فيها الإنسان ومارس صنع احتياجاته.
من هنا نتبين أن تاريخ الفخار حافل بما يستوجب دراسات واسعة النطاق خاصة بعد أن قطعت المدينة شوطاً بعيداً في ميدان الخزف والصناعات، والفخار خلال تلك الرحلة الطويلة سجل طبائع وتقاليد البشر المتباينة ومعتقداتهم في الحياة الدنيوية والأخروية.
وبالنسبة للفنون الإسلامية فإن الفخار والخزف من أهم الحرف الفنية التي مارسها الفنان المسلم منذ أن توطدت أركان الإسلام في البلاد المختلفة؛ حيث إن هذا الفن حقق فكرة الحضارة الإسلامية في جوانب متعددة؛ حيث إن روح الإسلام السمحة لا تتماشى واستخدام خامات غالية الثمن مثل ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.jerrara.tk
 
بحث : التراث الحرفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث : التراث الحرفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم  :: الطلبات والبحوث الدراسية-
انتقل الى: