الأدلة على نصرة النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) على من يقدح فيه الشيخ / محمد الوقشيخاص ينابيع تربويةالأدلة من الكتاب الدالة على وجوب نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد ورد نصوص من الكتاب موجبة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وحاثة على الذب عنه بيانها فيما يلي :
الدليل الأول : قال تعالى
: (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ، ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ..... )) .
فالآية
ظاهرة في أن الله أخذ الميثاق من النبيين في نصرة النبي الكريم ، وقد علم
من خلال النصوص أن العلماء ورثة الأنبياء ، ومقتضى الوراثة وجوب نصرة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العلماء ، وتحملهم الميثاق الرباني في
ذلك ، ولا شك أن أخذ الميثاق عليهم هو كذلك على أممهم في ذلك ، وعليهم
يترتب التهديد في الآية التي تليها ، : (( فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم
الفاسقون )) 81 ـ 82 آل عمران ، ويكون وجوب التكليف على هذه الأمة
بالأولوية .
الدليل الثاني : رتب الله الفلاح على نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
قال تعالى :
(( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون )) 157 الأعراف .
الدليل الثالث : وجعل نصرته علامة الإيمان قال تعالى : :
(( والذي آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا .. )) 74 الأنفال .
الدليل الرابع : ونصرته صلى الله عليه وآله وسلم دلالة على صدق الأتباع له :
قال تعالى :
(( وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون )) 8 الحشر .
الدليل
الخامس : ويلاحظ أن الغارات الإعلامية في عصره صلى الله عليه وآله وسلم ،
التي كان لها أثر ونكاية في صفوف المسلمين ، تولى المولى عز وجل الجواب
عليها ، وعلى جهة المثال :
رد الله على الوليد بن المغيرة حين قال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساحر ، وذلك في سورة المدثر من قوله :
(( ذرني ومن خلقت وحيدا .... سأصليه سقر )) 11 ـ 26 المدثر
رد الله على المنافقين في سورة المنافقون حين قالوا :
(( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ... )) .
رد
الله عن المنافقين حين قدحوا في عرضه باتهام عائشة بالأفك بعد غزوة بني
المصطلق ، ورد عليهم في بضعة عشر آية وذلك في قوله تعالى :
(( إن الذين جاؤوا بالأفك عصبة منكم .... )) النور .
رده على الذين قالوا أنه يعلمه بشر ـ وهو غلام نصراني يقال له : (( جبر الرومي ))(1 ) وكان يقرأ الكتب ـ فقال الله تعالى :
(( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )) 103 النحل
وغير
ذلك من النصوص الواردة في الذب الدفاع عنه ، وأنا أتوقع هلاكا ومصائب
للدول التي تعدت على جناب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
وفيها الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
الأدلة من السنة والإجماع وقد وردت نصوص من السنة تدل على وجوب الذب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها :
الدليل الأول : عن ابن عباس قال :
( أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقتلها فأهدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم دمها ) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح .
هذا
إذا كان مسلما ، فإنه يكفر ويحل دمه ، وإن كان كافرا معاهدا ، انتقض العهد
وحل دمه ، يدل على ذلك ما أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله وهو
الدليل الثاني : عن جابر بن عبد لله في قصة كعب بن الأشرف ، وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(( من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله ؟ )) والقصة معروفة في ذلك حيث قال لهذا الأمر محمد بن مسلمة ، وقام بحيلة قتل فيها كعب بن الأشرف (2 )
الدليل
الثالث : كانت عصماء بنت مروان تحرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقتلها عمير بن عدي الخطمي ، وحين سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن
ذلك قال :
(( نصرت الله ورسوله يا عمير )) ثم قال : (( لا ينتطح فيها عنزان )) ( 3)
الدليل الرابع : وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
( أن يهودية كانت تشتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل النبي صلى الله عليه وآله وسلم دمها ) ( 4)
الدليل الخامس : أباح النبي صلى الله عليه وآله وسلم قتل خالد بن سفيان الهذلي ، وقتله عبد الله بن أنيس (5 )
الدليل الإجماع : ونقل ابن المنذر الإجماع على أن من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجب قتله ( 6)
الأدلة من السيرة وقد وردت أدلة في السيرة تدل على حل دم من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها :
الدليل
الأول : قتله صلى الله عليه ولعقبه ابن أبي معيط ، والنضر بن الحادث بعد
بدر في منطقة تسمى الصفراء أثناء رجوعه إلى المدينة وهو في الطريق بعد
الأنتصار ، وذلك لما صدر منهم من أذى وعداء بالغين للنبي صلى الله عليه
وآله وسلم ، وقد قال عقبه بن أبي معيط : يا ويلي علام أقتل يامعشر قريش من
بين من ها هنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( لعداوتك لله ورسوله )) فأراد عدو الله أن يستعطف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ( يا محمد من للصبية ؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( النار )) (7 )
وكذا
أباح النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة دم ثلاثة عشر شخصا من
المشركين ، وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة ، قال الحافظ بن حجر في الفتح
:
( وقد جمعت أسماءهم من متفرقات الأخبار وهم :
1ـ عبد العزى بن خطل .
2ـ عبد الله بن سعد بن أبي السرح .
3ـ عكرمة بن أبي جهل .
4ـ الحويرث بن نُقيد .
5ـ مقيس بن حبابة .
6 هبار بن الأسود .
7ـ فرتني .
8ـ وقريبة ، وكانتا قينتان ـ أي مغنيتان ـ لابن خطل .
9. سارة مولاة بن عبد المطلب .
10ـ الحارث بن طلال الخزاعي ــ ذكره أبو معشر .
11ـ كعب بن زهير .
12ـ وحشي بن حرب
13ـ هند بنت عتبة ـ وهؤلاء الثلاثة ذكرهم الحاكم ) (
ويؤخذ من هذا الفصل الأحكام التالية :
الأول : حل دم من شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان مسلما أم كافرا ، والحكم بالردة على المسلم .
الثاني : نقض عهد الكافر المعاهد ، وإعلان الحرب عليه ، وحرمة التعامل معه بكل أنواع التعامل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) انظر القرطبي 10 / 177 .
2) البخاري : كتاب المغازي : باب قتل كعب بن الأشرف رقم 4037 .
3) أخرجه أبو داود كتاب الحدود : باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم 4 / 528 ـ 529 .
4) أخرجه أبوداود في السنن في نفس الكتاب والباب السابق برقم 4362 ، وهو حديث حسن .
5) أخرجه أبو داود 2 / 41 رقم 1249 ) وقد حسنه ابن حجر في الفتح ، وأحمد في المسند 3 / 496 وانظر صحيح السيرة النبيوة للطرهوي صـ329 .
6) كتاب الإجماع صـ 153 .
7) أنظر مجمع الزوائد 6 / 89 وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات أنظر ( الشيرة النبيوة للصلابي 2 / 714 ـ 715
انظر فتح الباري 7 / 9 بتصرف