المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
مرحبا بكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة تشرفنا زيارتكم و نرجو أن تقضوا معنا أمتع الأوقات و اللحظات كما نرجو من سيادتكم التسجيل معنا إن لم تتسجلوا بعد و بارك الله فيكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة

قل : " لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

لا تنسونا من صالح دعائكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
مرحبا بكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة تشرفنا زيارتكم و نرجو أن تقضوا معنا أمتع الأوقات و اللحظات كما نرجو من سيادتكم التسجيل معنا إن لم تتسجلوا بعد و بارك الله فيكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة

قل : " لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

لا تنسونا من صالح دعائكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم

يمكنكم مراسلتي عبر البريد الإلكتروني Hassouniway@hotmail.fr لتقديم اقتراحاتكم و آرائكم و شكرا مسبقا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بحث : الحـريــة فـي الإســــلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
houcine




عدد المساهمات : 721
نقاط : 133365
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

بحث : الحـريــة فـي الإســــلام Empty
مُساهمةموضوع: بحث : الحـريــة فـي الإســــلام   بحث : الحـريــة فـي الإســــلام Icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2011 12:21 pm

الحـريــة فـي الإســــلام

جاء الإسلام فقرر مبدأ الحرية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلمته المشهورة في ذلك: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا . وقال علي بن أبي طالب في وصية له: لا تكن غيرك وقد خلقك الله حرًا. فالأصل في الناس أنهم أحرار بحكم خلق الله، وبطبيعة ولادتهم هم أحرار، لهم حق الحرية، وليسوا عبيدًا.

جاء الإسلام فأقر الحرية في زمن كان الناس فيه مستعبدين : فكريًا، وسياسيًا، واجتماعيًا، ودينيًا، واقتصاديًا، جاء فأقر الحرية، حرية الاعتقاد، وحرية الفكر، وحرية القول، والنقد، أهم الحريات التي يبحث عنها البشر . . جاء الإسلام وهو دين فأقر الحرية الدينية، حرية الاعتقاد. فلم يبح أبدًا أن يكره الناس على اعتناقه، أو اعتناق سواه من الأديان، وأعلن في ذلك قول الله عز وجل: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا) (يونس: 69) هذا في العهد المكي، وفي العهد المدني جاء في سورة البقرة: (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي) (البقرة: 256) وسبب نزول هذه الآية يبين لنا إلى أي مدى وصل الإسلام في تقديس الحرية، وفي تكريم هذا المعنى، وتأكيد هذا المبدأ، فقد كان الأوس والخزرج في الجاهلية إذا امتنعت المرأة من الحمل فنذرت إذا ولدت ولدًا هودته، أي جعلته من يهود، وهكذا نشأ بين الأوس والخزرج هاتين القبيلتين العربيتين بعض أبناء يهود، فلما جاء الإسلام وأكرمهم الله بهذا الدين وأتم عليهم نعمته، أراد بعض الآباء أن يعيدوا أبناءهم إلى الإسلام دينهم، ودين الأمة في ذلك الحين، وأن يخرجوهم من اليهودية، ورغم الظروف التي دخلوا فيها اليهودية، ورغم الحرب التي بين المسلمين وبين اليهود، لم يبح الإسلام إكراه أحد على الخروج من دينه وعلى الدخول في دين آخر ولو كان هو الإسلام . فقال: (لا إكراه في الدين) في وقت كانت الدولة البيزنطية تقول: إما التنصر وإما القتل . وكان المصلحون الدينيون في فارس يتهمون بأشنع التهم، وهكذا . ..

لم يكن مبدأ الحرية قد جاء نتيجة تطور في المجتمع، أو ثورة طالبت به، أو نضوج وصل إليه الناس، وإنما مبدأ أعلى من المجتمع في ذلك الحين . . جاء مبدأ من السماء، ليرتفع به أهل الأرض، جاء الإسلام ليرقى بالبشرية بتقرير هذا المبدأ، مبدأ حرية الاعتقاد، وحرية التدين.

ولكن هذا المبدأ الذي أقره الإسلام مشروط ومقيد أيضًا بألا يصبح الدين ألعوبة في أيدي الناس . . كما قال اليهود (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) (آل عمران: 72) آمنوا الصبح وفي آخر النهار تولوا: لقد وجدنا دين محمد صفته كذا وكذا . . . فتركناه . أو آمنوا اليوم واكفروا غدًا . . أو بعد أسبوع . . شنعوا على هذا الدين الجديد . . أراد الله سبحانه ألا يكون هذا الدين ألعوبة، فمن دخل في الإسلام بعد اقتناع وبعد وعي وبصيرة فليلزمه وإلا تعرض لعقوبة الردة . فالحرية الأولى حرية التدين والاعتقاد.

أما الحرية الثانية فهي حرية التفكير . . والنظر . . فقد جاء الإسلام يدعو الناس إلى النظر في الكون، وإلى التفكير (إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا) (سبأ: 46)، (قل انظروا ماذا في السموات والأرض) (يونس: 101) (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) (الحج: 46) حمل الإسلام حملة شعواء على الذين يتبعون الظنون والأوهام وقال: (إن الظن لا يغني من الحق شيئًا) (النجم: 28) وعلى الذين يتبعون الهوى وعلى الذين يقلدون الآباء، أو يقلدون الكبراء والرؤساء، حمل أولئك الذين يقولون يوم القيامة: (إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) (الأحزاب: 67) وحمل على أولئك الذين يقولون: (إنا وجدنا آبائنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون) (الزخرف: 22) وجعلهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً . . حمل على المقلدين والجامدين ودعا إلى حرية التفكير وإلى إعمال العقل وإعمال النظر، وصاح في الناس صيحته (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (البقرة: 111).

واعتمد في إثبات العقيدة الإسلامية على الأدلة العقلية، ولهذا قال علماء الإسلام: " إن العقل الصريح أساس النقل الصحيح " العقل أساس النقل . فقضية وجود الله قامت بإثبات العقل، وقضية نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إنما ثبتت بإثبات العقل أولا، فالعقل هو الذي يقول: هذا رسول، قامت البينة على صدقه ودلت المعجزات على صحة نبوته، ويقول العقل: هذا كذاب وهذا دجال ليس معه بينة، وليس معه معجزة . فهذا هو احترام الإسلام للعقل، وللفكر.

ومن هنا ظهر في الإسلام نتيجة للحرية الفكرية، الحرية العلمية، وجدنا العلماء يختلفون، ويخطيء بعضهم بعضًا، ويرد بعضهم على بعض، ولا يجد أحد في ذلك حرجًا . نجد في الكتاب الواحد: المعتزلي والسني، والكشاف لإمام معتزلي وهو الزمخشري نجد أهل السنة ينتفعون به، ولا يرون حرجًا في ذلك . . كل ما يمكن أن يأتي رجل من أهل السنة وعلمائهم كابن المنير يعمل حاشية عليه باسم " الانتصاف من الكشاف " أو يأتي إمام . كالحافظ ابن حجر فيؤلف كتابه " الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف " . وهكذا فكان العلماء ينتفع بعضهم بكتب بعض، وبآراء بعض، ورأينا اختلاف الفقهاء وسعة صدورهم في الخلاف بين بعضهم وبعض، هذا كله يدل على حرية الفكر وعلى الحرية العلمية في داخل الأمة الإسلامية.

وحرية القول والنقد أيضًا أقرها الإسلام، بل جعل ما هو أكثر من الحرية إذ جعل القول والنقد - إذا تعلقت به مصلحة الأمة، ومصلحة الأخلاق والآداب العامة - أمرًا واجبًا . . أن تقول الحق، لا تخاف في الله لومة لائم، أن تأمر بالمعروف، أن تنهي عن المنكر، أن تدعو إلى الخير، أن تقول للمحسن: أحسنت وللمسيء: أسأت . هذا ينتقل من حق إلى واجب إذا لم يوجد غيرك يقوم به . أو إذا كان سكوتك يترتب عليه ضرر في الأمة، أو فساد عام، حين ذاك يجب أن تقول الحق، لا تخشى ما يصيبك " وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك، إن ذلك من عزم الأمور " هذا ما وصل إليه الإسلام . . ليس في الإسلام أن تكتم أنفاس الناس ولا أن يلجم الناس بلجام فلا يتكلموا إلا بإذن، ولا يؤمنوا إلا بتصريح، كما قال فرعون لسحرته: (آمنتم له قبل أن آذن لكم ؟) يريد ألا يؤمن الناس إلا إذا أذن، وألا يتكلم الناس إلا بتصريح من السلطات العليا . . لا ..
جاء الإسلام فأباح للناس أن يفكروا . . بل أمرهم أن يفكروا، وأباح للناس أن يعتقدوا ما يرون أنه الحق، بل أوجب عليهم ألا يعتنقوا إلا ما يعتقدون أنه الحق وأوجب على صاحب العقيدة أن يحمي عقيدته ولو بقوة السلاح، وأمر المسلمين أن يدافعوا عن حرية العقيدة حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، بحد السيف، وبحد السلاح تحمى الحرية، ويمنع الاضطهاد حتى لا تكون فتنة، أي لا يفتن أحد في عقيدته وفي دينه . وقال الله تعالى في أول آية نزلت في شرعية القتال والجهاد في الإسلام (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) قال فيها: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا) لولا أن قيض الله مثل المؤمنين المسلمين بسيوفهم يدافعون عن الحرية .

وعن الحريات العامة، ما استطاع أحد أن يعبد الله في الأرض، وما وجدت كنيسة، ولا بيعة ولا مسجد، ولا أي معبد يذكر فيه اسم الله كثيرًا، فهذا هو الإسلام، جاء بهذه الحريات . . جاء بالحرية ولكنها حرية الحقوق، وليست حرية الكفر والفسوق . ليست الحرية التي يزعمونها اليوم حرية شخصية، هكذا يسمونها . . أي أن تزني وأن تشرب الخمر، وأن ترتكب الموبقات كما تشاء، ثم بالنسبة للأمور الأخرى التي تتعلق بالمصلحة " لا حرية " لا تنقد، لا تقل ما تعتقد، لا تقل للمحسن أحسنت، لا تقل للأعرج : أنت أعرج، لا . . إنما لك الحرية الشخصية . . حرية إفساد نفسك، إفساد أخلاقك، إفساد ضميرك، إفساد عبادتك، إفساد أسرتك، لك الحرية في ذلك .

إذا كان هذا هو معنى الحرية، فالإسلام لا يقر هذه الحرية، لأنها حرية الفسوق لا حرية الحقوق، إنما الإسلام يقر الحرية حرية التفكير، حرية العلم، حرية الرأي والقول والنقد، حرية الاعتقاد، والتدين، هذه الحريات التي تقوم عليها الحياة، حرية التعاقد حرية التصرف بما لا يؤذي أحدًا، حرية التملك بالشروط والقيود المشروعة، بدون ضرر ولا ضرار . . فهذه هي القاعدة العامة في الإسلام: " لا ضرر ولا ضرار " . فأي حرية ترتب عليها ضرر لنفسك، أو ضرار لغيرك، يجب أن تمنع، ويجب أن تقيد في هذه الحالة فإن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك، أما أن تدعى الحرية ثم تدوس الناس، هذا لا يقول به أحد . لك حرية المرور في الطريق، ولكن على أن تلتزم آداب المرور، لا تصدم الناس، ولا تصدم السيارات، ولا تدس المشاة، ولا تخترق قوانين المرور، وهذا التقييد لحريتك، أن تقف والضوء أحمر، أو أن تمشي على الجانب الأيمن، أو غير ذلك، هذا التقييد من المصلحة العامة، وكل دين وكل نظام لابد أن يوجد فيه مثل هذه القيود، وهذا ما جاء به الإسلام، وهذا أفضل ما يمكن أن تصل إليه البشرية.

الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان
اتفاقية حماية حقوق الإنسان في نطاق مجلس أوروبا
روما في 4 نوفمبر 1950

المادة 5

1- كل إنسان له حق الحرية والأمن لشخصه. ولا يجوز حرمان أي إنسان من حريته إلا في الأحوال الآتية، ووفقاً للإجراءات المحددة في القانون:
أ- حبس شخص بناء على محاكمة قانونية أمام محكمة مختصة.
ب- إلقاء القبض على شخص أو حبسه لمخالفته أمراً صادراً من محكمة طبق القانون لضمان تنفيذ أي التزام محدد في القانون.
ج- إلقاء القبض على شخص أو حجزه طبقاً للقانون بهدف تقديمه إلى السلطة الشرعية المختصة بناء على اشتباه معقول في ارتكابه جريمة، أو عندما يعتبر حجزه أمراً معقولاً بالضرورة لمنعه من ارتكاب الجريمة أو الهروب بعد ارتكابها.
د- حجز حدث وفقاً للنظام القانوني بهدف الإشراف على تعليمه، أو بهدف تقديمه إلى السلطة الشرعية المختصة.
هـ - حجز الأشخاص طبقاً للقانون لمنع انتشار مرض معد، أو الأشخاص ذوي الخلل العقلي، أو مدمني الخمور أو المخدرات، أو المتشردين.
و- إلقاء القبض على شخص أو حجزه لمنع دخوله غير المشروع إلى أرض الدولة، أو شخص تتخذ ضده فعلاً إجراءات إبعاده أو تسليمه.
2- كل من يلقى القبض عليه يخطر فورا ـ وبلغة يفهمها ـ بالأسباب التي قبض عليه من أجلها والتهم الموجهة إليه.
3- أي شخص يلقى القبض عليه أو يحجز وفقا لنص الفقرة 1/ج من هذه المادة يقدم فوراً إلى القاضي أو أي موظف آخر مخول قانوناً بممارسة سلطة قضائية، ويقدم للمحاكمة خلال فترة معقولة أو يفرج عنه مع الاستمرار في المحاكمة. ويجوز أن يكون الإفراج مشروطاً بضمانات لحضور المحاكمة.
4- أي شخص يحرم من حريته بالقبض عليه أو حجزه له حق اتخاذ الإجراءات التي يتقرر بها بسرعة مدى شرعية القبض عليه أو حجزه بمعرفة محكمة، ويفرج عنه إذا لم يكن حجزه مشروعاً.
5- لكل من كان ضحية قبض أو حجز مخالف لأحكام هذه المادة حق وجوبي في التعريض.

الحرية من منظور إسلامي
* حسين كبير
سعت البشرية على مدى التاريخ من أجل احقاق الحقوق الفردية والجماعية. وكان الانبياء الذين اصطفاهم الله تعالى من بين البشر، يبلّغون رسالات الله إلى البشر على أساس العلم والدراية والاختيار والحرية، وأخيرا على أساس الفطرة الّتي اودعها الله في البشر. وبما ان البناء الشخصي للفرد والتكامل التاريخي للمجتمعات البشرية يعني تحقيق الحقوق الطبيعية للفرد والمجتمع، أوجد هذا البناء ضرورة اقامة مؤسسات اجتماعية من أجل بحث ودراسة علمية لحرية الإنسان في اطار اصالة الحرية أو عدمها، والحرية في الثقافة الدينية، وانواع الحريات والقيود التّي تحد من الحرية. ثم الشروط اللازمة لجعل الحرية مؤسساتية وقانونية.
هل الحرية هي الأصل؟
هل هناك حاجة لتبرير منح الحرية؟ أم ان سلب الحرية يحتاج إلى تبرير؟
هذا سؤال مهم.. فلو اننا اعتبرنا الحرية هي الاصل فان منحها للآخرين، وبتعبير اوضح عدم التدخل في شؤونهم لا يحتاج إلى تبرير وانما التدخل في شؤون الآخرين وسلب الحرية عنهم بحاجة إلى تبرير. وهل يجب القول ان «البشر احرار اصالة إلاّ في الحالات الّتي يوجد فيها مبرر للتقييد؟» أم يجب القول: «ليس للبشر حق الإختيار إلاّ في الحالات الّتي يوجد فيها مبرر كاف من أجل منح هذا الحق؟»
ان هناك ما يشبه الاتفاق في الرأي بين المفكرين على ان الحرية هي الاصل. ولذلك يجب ان يكون التدخل في شؤون الآخرين محدودا قدر الامكان إلاّ في الحالات التّي يوجد هناك مايبرر بشكل كاف التدخل وتقييد الحرية. ولا حاجة لتبرير ان يتمتع الإنسان بالحرية وعدم التدخل في شؤونه، وانما التدخل وتقييد الحريات بحاجة إلى ما يبرره.
الحرية في الثقافة الدينية:
يقول الله تعالى في الآية 256 من سورة البقرة: (لاَ إكراهَ في الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ). وجاء في نزول هذه الآية ان مسيحيا بالمدينة كان قد اسلم، إلاّ ان اثنين من اولاده ارادا الخروج من المدينة والالتحاق بيهود بني النضير الذين كانوا قد نقضوا العهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاراد الاب الذي اعتنق الإسلام حديثا اجبار ولديه على اعتناق الإسلام أيضا والتخلي عن معتقداتهما السابقة.
وفي تفسير الآية يقول العلامة الطباطبائي (رض) انها تريد ان تعبر عن رفض الإسلام لاي شكل من اشكال فرض العقيدة على الآخرين بالاجبار والاكراه. فالدين عبارة عن سلسلة من المعارف العلمية ومجموعة من المعتقدات القلبية لاسبيل لفرضها عن طريق القوة والإكراه. فاذا كان الإيمان ناجما عن القوة فان اثره يترتب أيضا على العمل فيفقد قيمته. لذلك يجب ان يستند الاعتقاد على الوعي والعلم والادراك والاختيار، ولا يمكن الحصول على العلم عن طريق الجهل.
ويقول العلامة الطباطبائي ان الآية المارة الذكر في موقع النهي أي انها تنهى الإنسان عن فرض عقيدته على الآخرين. ويشير هذا النهي إلى حقيقة تكوينية، وبعبارة اخرى بما ان قاعدة الخلقة تقوم على اساس عدم الإكراه فان نهي الله سبحانه يستند على هذا القانون أيضا. ويؤكد القرآن في آيات اخرى النهي في فرض العقيدة التّي تعتبر اولى المسائل في حياة الإنسان (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لاََمَنَ مَن في الأرضِ كُلُّهُمْ جَميعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤمِنين)
(يونس / 99).
ويتضاعف معنى الآية بوجود تأكيدين متتاليين الاول (كلهم) والثاني (جميعا) وتؤكد الآية بشكل صريح على ان الاكراه في اعتناق العقيدة أمر مرفوض وغير مقبول: وفي آية
[442]
اخرى يخاطب الله تعالى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: (وَّإن تَوَلَّوا فَإنَّما عَلَيْكَ البَلاغُ)
(آل عمران / 20)
و (وَمَا أَنتَ عَلَيهِم بِجَبّار)
(ق / 45)
و (وَلَوْ شاءَ اللهُ ما أَشرَكوا وَما جَعَلْناكَ عَلَيهِم حَفيظاً وَما أنتَ عَلَيهِم بِوَكيل)
(الانعام / 107)
ومن خلال القاء نظرة فاحصة على هذه الآيات يمكن تكوين صورة عامة عن حرية العقيدة وافقها وسقفها في الإسلام. كما ان مسيرة الامام علي (عليه السلام) أيام خلافته يمكن ان تشكل إلى جانب الآيات القرآنية اسس الفلسفة السياسية للإسلام والسيادة الإسلامية. فالامام (عليه السلام) عندما كان يقول من على المنبر «سلوني قبل ان تفقدوني» نهض إليه احد الجالسين معترضا وقال: «ايها المدعي مالا يعلم، والمقلد مالا يفهم، انا سائلك فأجب» فنهض إليه عدد من الحاضرين محتجين عليه بحدة وارادوا تأديبه لتطاوله على الأمام عليه السلام، فنهاهم علي عن ذلك وقال لهم اعلموا ان حجج الله على عباده لا تتم بالغضب والشدة، ثم التفت إلى ذلك الشخص وطلب إليه ان يقول ما يشاء ويشرح ما في قلبه دون خوف من مؤاخذة أو عقاب.
وفي هذا السياق يقول رئيس الجمهورية الإسلامية الجديد المفكر السيد محمد خاتمي: «اعتقد ان أكبر ظلم تجري ممارسته ضد مجتمع ما يتمثل بحرمان ذلك المجتمع من آراء وأفكار أفراده، وقبل ان يحسب هذا ظلما على الافراد يحسب ظلما على المجتمع، حيث المجتمع الذي لا يستطيع أو لا يريد ان يسمع الأفكار والرؤى المختلفة الموجودة فيه ومن ثم تحليلها واختيار الأفضل منها... مثل هذا المجتمع يغوص في مستنقع الاستبداد ولا يرى الاستقرار، ولا التطور».
وعند اجراء مقارنة بين ما جاء في القرآن الكريم بشأن الحرية وبين ما جاء في الفقرة 19 من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي يقول: «كل انسان له حق الحرية في التعبير عن الرأي والعقيدة، ويتضمن هذا الحق ان يمارس الإنسان عقيدته بدون خوف أو قلق وان يكون حراً في الدعوة إلى ذلك ونشرها...» نلاحظ ان ما جاء في القرآن والسنة اوسع وأشمل بكثير مما جاء في ميثاق حقوق الإنسان.
موانع أمام الحرية:
كيف ومتى يمكن للفرد ان يعبر عن عقيدته بحرية؟ وكيف يمكن للحق في الحرية ان يكون حقا طبيعياً وانسانياً للجميع وموضع حماية وتأييد القانون؟ يقول الامام علي (عليه السلام)في نهج البلاغة: (اضربوا بعض الرأي على الرأي يتولد منه الصلاح) وهي اشارة واضحة وصريحة إلى ضرورة تلاقي وتلاقح الأفكار لان فائدة ذلك تعود على المجتمع.
وفي كتابه (رسالة في باب الحرية) يؤيد المفكر جان ستيوراث ما ورد على لسان الامام علي (عليه السلام)، ويرى ان تلاقي الافكار يعني حصول تصادم وصراع بين مختلف انواع الافكار والآراء الحق منها والباطل وبما يؤدي إلى ظهور الحقيقة بشكل ساطع (فَأمّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً)
(الرعد / 17)
وعندما نقول ان اصحاب عقيدة ما لا يعتقدون ولا يتصورون باي حال بان يكونوا على خطأ وغيرهم على حق، لا نريد ان نعني كيف يمكن ان ثقتهم بصحة عقيدتهم مطلقة، وانما نعني كيف يرضون لانفسهم ويعطونها الحق في فرض أفكارهم وتصوراتهم على الآخرين دون ان يسمحوا لهم بالاستماع إلى الآراء المختلفة لافكارهم. علماً بان التجارب التاريخية على مدى الزمن أكدت بان جميع الاخطاء التّي ارتكبها اصحاب السلطة والنفوذ نجمت خلال هذه اللحظات والاعتقاد الخاطئ بعدم الوقوع في الخطأ.
ويؤكد التاريخ بان علماء اليهود وعلماء المسيح حرّموا على اتباع هاتين الديانتين ان يبحثوا عن المتون الواقعيّة للتوراة والانجيل، وفي حين يروى انّ السّيد المسيح عيسى (عليه السلام)لم يحرّم على حوارييه ان يستمعوا إلى المعتقدات والأفكار المختلفة، وانما طلب منهم اختيار الأصلح والأحسن واتباعه قائلا: (كونوا نقاد الكلام). أي بمعنى عليكم ان تميّزوا بين الحق والباطل عندما تستمعون إليهما. وفي هذا السياق يتحدث أيضاً القرآن الكريم دون ان ينهى المسلمين عن الاستماع إلى مختلف الآراء والأفكار وانما يؤكد على ضرورة اختيار الأفضل والاحسن (فَبَشِر عِبَادِ الّذينَ يَسْتَمِعونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)
(الزمر / 18).
موانع الحرية في المجال السياسي:
في المجال السياسي هناك مانعان اساسيان يقفان امام الحرية. الاول يضعه الحكام امام
حرية الشعوب، والثاني يضعه الشعب.
فالحكام يميلون بطبعهم المحب للسلطة إلى احتواء الشعب والسيطرة على القوة الثورية فى حال انطلاقها تعبيراً عن الاحتجاج والثورة. وانطلاقاً من هذه الرغبة يعتقد الحكام بضرورة فرض الهيمنة على المراكز والمؤسسات الفكرية والعقائدية والثقافية. علماً بان هذه الضرورة لا تقوم على اساس أية رؤية سياسية ومعرفة بجذور الافكار المختلفة سواء كانت سياسية أم اقتصاصية أم اجتماعية. وبهذه الهيمنة يضع الحاكم مانعاً امام نشر الثقافة عن طريق الكتاب والاصدارات. فيعيش الإنسان أو المجتمع أزمة في حريته السياسية، وبالنسبة للكاتب والمؤلف فان الكتابة بما ترغب فيه السلطة أو توافق عليه وبشكل لا يتجاوز حدود ومعايير الحاكم هي ضمان استمرار الحياة الاقتصادية له وللناشر أيضاً. ويعني فرض الهيمنة والقيود والعمل من أجل الاحتواء المباشر وغير المباشر، ان هناك سلطة سياسية مركزية ومحتكرة في مجال الادارة وأتخاذ القرار، كما يشير إلى فقدان المؤسسات الديمقراطية الّتي تؤطر السلطة السياسية في اطار قانون لا يجوز تجاوزه. ويعامل الجميع معاملة متساوية ويحظى بقبول الجميع او الاكثرية من افراد المجتمع.
وفي مثل هذه الاوضاع والظروف يكون الحديث عن الامن الجماعي السياسي بمثابة حماية للكرامة الانسانية والقوانين والاحكام الالهية. ولا يخفى ان تاريخ المسلمين الشيعة حافل بمثل هذه المضامين من خلال الحركات والنهضات الاجتماعية التّي ظهرت في مختلف العصور والعهود. وكانت ثورة الامام الحسين عليه السلام أبرز صورة لهذه الحركات في مواجهة الاحتكار السياسي للسلطة واعادة الامن الجماعي المسلوب. ففي كربلاء بيوم عاشوراء اعلن الامام الحسين عليه السلام بوضوح ان أحد أهداف حركته الثورية ضد الحكم الاموي هو تحقيق الامن الجماعي وإلى هذا المعنى أيضاً اشار الإمام علي عليه السلام معتبراً اقرار الأمن الجماعي سبباً لقبوله بالخلافة حيث يقول في الخطبة رقم 131 (... ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الاصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك...) ثم ينفي عن الحاكم صفات ذميمة لا تليق به كحاكم منها البخل والجهل والجفاء والارتشاء وغيرها.
وتشير السير العملية والتعاليم القيمة للائمة الطاهرين عليهم السلام ومواقفهم الحاسمة في المنعطفات الخطيرة من الحياة وفي التحولات التاريخية العظيمة، تشير بان الامن
الجماعي شرط ضروري ليتحقق للإنسان نموه السياسي ووعيه. وبعبارة أدق فان الائمة المعصومين اعتبروا اطمئنان الإنسان بانه لا يتعرض هو وافراد اسرته للخطر والاذى والعقاب بسبب التعبير عن آرائه ومعتقداته، أمراً وأصلا اساسياً وهدفاً رئيسياً للحركة الإسلامية.
موانع الحرية في المجال الاقتصادي:
هناك في المجال الاقتصادي قيود من نوع آخر على الحرية تمارسه الحكومة والشعب. ومن أجل التخلص من هذه القيود واطلاق الحرية المطلوبة للاقتصاد لكي ينمو ويزدهر لابد من الحد من مركزية السلطة اقتصادياً ومن احتكارها لجميع المراكز والمؤسسات الاقتصادية.
ومن عوامل أحتكار السلطة للاقتصاد هو اعتماد الدولة على الأنتاج الواحد في اقتصادها كما هي الحال في البلدان النامية حيث تحتكر السلطات الحاكمة الأقتصاد لنفسها وتضع قيود على حرية الشعب لممارسة دوره ونشاطه الأقتصادي بشكل اوسع واشمل. وفي هذه البلدان ترى السلطات نفسها في غنى عن مساهمة الشعب في تحريك الأقتصاد وخاصة عندما تفرض سيطرتها على المصادر الطبيعية الغنية. لذلك يوصي الخبراء باعطاء اهمية مناسبة للجانب السياسي باعتباره يملك زمام امور السلطة الاقتصادية.
نحو حرية مؤسساتية:
ان تحقيق الحرية وجعلها حالة ذات مؤسسات خاصة، يتوقف على تقوية وتنشيط المؤسسات الديمقراطية من قبيل تشكيل الأحزاب والجمعيات والأتحادات والنقابات والصحافة المستقلة والتأكيد على اطاعة القانون والأقلاع عن فرض الرؤى والتصورات الشخصية في الادارة والحكم، ونشر العدالة الأجتماعية والحيلولة دون تمركز الثروة والسلطة الاقتصادية بيد السلطة الحاكمة أو القطاع الخاص، وفتح الطريق امام التنويع الثقافي والتعددية السياسية وفي هذا الاطار يدخل أيضاً أتساع التسامح الديني انطلاقاً من الحديث النبوي الشريف: (اني بعثت لشريعة سهلة سمحة) و(بشّر ولا تنذر، يسّر ولا تعسّر).
بالاضافة إلى ما سبق ذكره فان للنقاشات وتبادل الآراء والأفكار النظرية حول
الابعاد المختلفة للحرية يفتح الباب واسعاً أمام نمو الوعي السياسي للمؤسسات غير الحكومية الرسمية وتوسيع نطاقها ودورها بين مختلف فئات الشعب، وايجاد الحرية للمعارضين والمنتقدين للنظام السياسي القائم. وبالتالي إلى قيام مجتمع يتمتع بالوعي والنضج. علماً ان قيام مثل هذا المجتمع الذي يتحقق فيه مفهوم الحرية يتوقف على تحرك الشعب وسعيه من أجل أحقاق حقوقه القانونية المشروعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.jerrara.tk
 
بحث : الحـريــة فـي الإســــلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث : الحـريــة فـي الإســــلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم  :: الطلبات والبحوث الدراسية-
انتقل الى: