houcine
عدد المساهمات : 721 نقاط : 132815 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: المرأة الغربية والزواج الجمعة فبراير 18, 2011 2:06 pm | |
| مشاهداتي في بريطانيا
د . عبد الله مبارك الخاطر-رحمه الله
قارئي الكريم : قلت لك منذ البداية : إنني طبيب في الأمراض النفسية ، وهذا العمل يتيح لي مشاهدة الوجه الآخر لمجتمعاتنا ، والاتصال بأصناف متعددة من الناس رجالاً كانوا أو نساءً ، ومن طبيعة الذين يعملون في مثل هذه الاختصاصات الاهتمام بمشكلات الناس ، وقد يسير أحدهم في الشارع فتلفت انتباهه أمور لا يهتم
بها المارة .. وكم أتمنى أن يهتم العلماء الدعاة بمثل هذه القضايا ويقدمون لها الحلول الناجعة ، وسيكون دورهم أهم من دور الأطباء ورجال الأمن ؛ لأن مخالفة تعاليم الإسلام من أهم العوامل التي أدت إلى نشوء مثل هذه الأمراض .
وقد حرصت على ذكر هذه المقدمة حتى لا يستغرب القارئ ما أذكره له من أحداث ، وبشكل أخص زيارة النساء لنا في العيادة ، والاستماع إلى مشكلاتهن ، ولا علاج بدون الاستماع إلى هذه المشكلات ومناقشتها .
وبعد هذه المقدمة أعود إلى الحديث عن المرأة الغربية والزواج ، فأقول : كنت أستغرب عند بداية إقامتي في بريطانيا أن المرأة هي التي تنفق على الرجل ، وكنت أشاهد هذه الظاهرة عندما أركب القطار أو أدخل المطعم ، إذ ليس في قاموس الغربيين شيء اسمه ( كرم ) ..
وبعد حين زال هذا الاستغراب ، وأخبرني المرضى عن أسباب هذه الظاهرة ، وفهمت منهم بأن الرجل لا يحب الارتباط بعقد زواج ، ويفضل ما أسموه [صديقة] ، والمرأة تسميه [صديقاً] ، وليس هو أو هي من الصدق في شيء ، وكم أساءوا لهذه الكلمة النبيلة ، فالصديق يعني : الصدق ، والمحبة ، والمروءة ، والنخوة، والكرم ، والوفاء ، وما إلى ذلك من معان طيبة كريمة .
والصديق عندهم يعيش مع امرأة شهوراً أو سنين ، ولا ينفق عليها ، بل هي تنفق عليه في معظم الحالات ، وقد يغادر البيت متى شاء ، أو قد يطلب منها مغادرة بيته ، إن كانت تعيش معه في بيته ، ولهذا فالمرأة عندهم تعيش في قلق وخوف شديدين ، وتخشى أن يرتبط صديقها ( ! ! ) بامرأة ثانية ويطردها ، ثم لا تجد صديقاً آخر .
وكما يقولون بالمثل يتضح المقال ، فسوف أختار مثالاً واحداً من أمثلة كثيرة تبين وضع المرأة عندهم :
رأيت في عيادة الأمراض النفسية امرأة في العشرينات من عمرها ، وكانت حالتها النفسية منهارة ، وبعد حين من الزمن شَعَرتْ بشيء من التحسن ، وأصبحت تتحدث عن وعيٍ ، فسألتها عن حياتها ، فأجابت والدموع تنهمر من عينيها ، قالت :
مشكلتي الوحيدة أنني أعيش بقلق واضطراب ، ولا أدري متى سينفصل عني صديقي ، ولا أستطيع مطالبته بالزواج منى ، لأنني أخشى من موقف يتخذه ، ونُصِحتُ بالعمل على إنجاب طفل منه ، لعل هذا الطفل يرغبه في الزواج ، وها أنت ترى الطفل ، كما أنك تراني ولا ينقصني جمال ، ومع هذا وذاك فأبذل كل السبل ؛ من تقديم خدمات ، وإنفاق مال ، ولم أنجح في إقناعه بالزواج ، وهذا سر
مرضي ، وسبب قهري إنني أشعر بأنني وحدي في هذا المجتمع ، فليس لي زوج يساعدني على أعباء الحياة ، ولي أهل ولكن وجودهم وعدمه سواء ، وليتني بقيت بدون طفل ؛ لأنني لا أريد أن يتعذب ويشقى في هذه الحياة كما تعذبت وشقيت .
وهذه المرأة المريضة ليست من شواذ المجتمع الغربي ، بل الشواذ هم الذين يعيشون حياة هادئة .. ومع ذلك ينقد الغربيون مجتمعاتنا الإسلامية ، ويزعمون بأن المرأة تعيش في بلادنا حياة بائسة محزنة ، ونحن لا يهمنا رأي الغرب بنا ، ولا نطلب منه حسن سلوك ، ولكن نريد من نسائنا أن يحمدن الله سبحانه وتعالى على نعمة الإسلام ، فلقد كانت في الجاهلية ذليلة مهينة ، وجاء الإسلام ليرفع مكانتها ،
وبفضل من الله سبحانه وتعالى أصبح الرجل يبحث عن المرأة ، ويطلب الزواج منها ، وهي قد تقبل وقد ترفض ، ولأهلها دور كبير في أمر زواجها ، وسواء كانت عند زوجها أو في بيت أبيها فهي عزيزة كريمة ، والرجال هم الذين ينفقون عليها ،بل والذي نشكو منه في بلادنا الغلو في المهور ، والتكاليف الباهظة التي تفرض على الرجل حتى يحصل على زوجة ، ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) الحجرات/17 .
| |
|