المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
مرحبا بكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة تشرفنا زيارتكم و نرجو أن تقضوا معنا أمتع الأوقات و اللحظات كما نرجو من سيادتكم التسجيل معنا إن لم تتسجلوا بعد و بارك الله فيكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة

قل : " لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

لا تنسونا من صالح دعائكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
مرحبا بكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة تشرفنا زيارتكم و نرجو أن تقضوا معنا أمتع الأوقات و اللحظات كما نرجو من سيادتكم التسجيل معنا إن لم تتسجلوا بعد و بارك الله فيكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة

قل : " لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

لا تنسونا من صالح دعائكم أخي الفاضل / أختي الفاضلة
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم

يمكنكم مراسلتي عبر البريد الإلكتروني Hassouniway@hotmail.fr لتقديم اقتراحاتكم و آرائكم و شكرا مسبقا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة اليوم : أيها الدعاة ..هل من معتبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
houcine




عدد المساهمات : 721
نقاط : 134140
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

قصة اليوم : أيها الدعاة ..هل من معتبر Empty
مُساهمةموضوع: قصة اليوم : أيها الدعاة ..هل من معتبر   قصة اليوم : أيها الدعاة ..هل من معتبر Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 1:18 pm


السلام عليكم و رحمة اللهتعالى و بركاته
أشهد أن لا الاه إلا الله
و أشهد أن محمدا رسول الله أدىالأمانة و بلغ الرسالة
من يهده الله فلا مضل له و منيضلله فلا هادي له
.......أما بعد
بعد طول البحث قررت أن أقدم لكم في كل يوم قصة من القصصالواقعية و التي هي ليستمن نسج الخيال. و هي قصص أردت نشرها و لأول مرة على منتديات إخوة
كما سبق الذكر في كل يوم إنشاء الله سأضع قصة
فالقصص أسلوب استعمله الرب جلجلاله كوسيلة للإرشاد و الاتعاظ و قد نهجه أنبيائه صلوات الله عليهم و سلامه.

قصص مؤِثرة للشباب

" فاعتبروا يا أولي الألباب "

قصص مؤِثرة للشباب


" فاعتبروا يا أولي الألباب

"
قصةاليوم : أيهاالدعاة ..هل من معتبر
في إحدىالمدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها وأولادها و بناتها في إحدالأحياء ، وكان المسجد ملاصقاً لبيتها تماماً إلا أنَّ الله ابتلاها بزوجسكير .
لا يمريوم أو يومين إلا ويضربها هى وبناتها وأولادها و يخرجهم إلى الشارع ، كانأغلب من في الحي يشفقون عليها و على أبنائها و بناتها إذا مروا بها ، ويدخلون إلى المسجدلأداءالصلاة ثمينصرفون إلى بيوتهم و لا يساعدونها بشئ و لو بكلمة عزاء ، وكم كانوا يشاهدونتلك المرأة المسكينة و بناتها وأولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظرزوجها المخمور أن يفتح لها الباب ويدخلها بعد أن طردها هي وأولادها و لكنلا حياةلمن تنادي ، فإذا تأكدت من أنه نام جعلت أحد أبنائها يقفز إلى الداخل ويفتح لها ،و تدخل بيتها و تقفل باب الغرفة على زوجها المخمور إلى أن يستيقظ منسكره ، و تبدأبالصلاة و البكاء بين يد الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية و المغفرة .
لم يستطعأحد من جماعة المسجد بما فيهم إمام المسجد و المؤذن أن يتحدث مع هذا الزوجالسكير وينصحه ، ولو من أجل تلك المرأة المعذبة وأبنائها لمعرفتهم أنه رجلسكير ، لا يخاف الله ، باطش ، له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحي ، فظ غليظالقلب ، لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً ، وكما نقول بالعامية ( خريج سجون ) ، فلا يكاد يخرج منالسجن حتى يعود إليه.
الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الأخير من الليلو تتضرع إلىالله بأسمائهالعلى ، وبأحب أعمالها لديه أن يهدي قلب زوجها إلى الايمان ، وأكثرأيامها كانت تدعو له بينما هي وأبناءها تعاني الأمرين فلا أحد يرحمهامن هذاالعناء غير الله ، فلا أخوة ؛ ولا أب ؛ و لا أم ؛ يعطف عليها ؛ الكل قد تخلىعنها ، و الكل لايحس بها و بمعاناتها فقد أصبحت منبوذة من الجيران و الأهل بسببتصرفات زوجها .
في إحدى المرات وبينما هى تزور إحدى صديقاتها في حي آخر مجاور لهمتكلمت و فتحت صدرهالصديقتها وشرحت لها معاناتها و ما يفعله بها زوجها و ببناتها وأبناءها إذا غاب تحت مفعولالمسكر ، تعاطفت معها قلباً وقالباً و قالت لها : اطمئني ، سوف أكلم زوجيلكي يزوره وينصحه ، وكان زوجها شاباً صالحاً حكيماً ، ويحب الخير للناس ،ويحفظ كتاب الله ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فوافقت بشرط أن لايقول له بأنها هي التي طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير و يضربهاو يطردها من البيت إلى الشارع مرةأخرى لو علم بذلك ، فوافقت على أن يكون هذا الأمرسراً بينهما فقط .
ذهب زوج صديقتها إلىزوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة و طرق الباب عليه فخرج لهيترنحمن السكر ، ففتح له الباب فوجده إنسان جميل المنظر ، له لحية سوداء طويلة ، ووجهيشع منالنور و الجمال ، ولم يبلغ الخامسة و العشرين من عمره . و الزوج السكير كان فيالأربعين من عمره ، على وجهه علامات الغضب و البعد عن الله عز وجل ، فنظر إليه و قال له : منأنت و ماذا تريد ؟
فقال له : أنا فلان بن فلان ، وأحبك في الله ، و جئتك زائراً .
ولم يكديكمل حديثه حتى بصق في وجهه و سبه و شتمه ، و قال له بلهجة عامية شديدةالوقاحة : لعنة الله عليك يا كلب ، هذا وقت يجىء فيه للناس للزيارة ، انقلع عسى الله لايحفظك أنت وأخوتك اللي تقول عليها .
كانت تفوح من الزوج السكير رائحةالخمرة حتى يخيل له أن الحي كلهتفوح منه هذه الرائحة الكريهة ، فمسح ما لصق بوجههمن بصاق و قال له : جزاك اللهخيراً قد أكون أخطأت وجئتك في وقت غير مناسب ، و لكن سوف أعود لزيارتك في وقت آخرإن شاء الله .
فرد عليه الزوج السكير : أنا لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى وإن عدتكسّرت رأسك ، وأغلق الباب في وجه الشاب الصالح ، وعاد إلىبيته و هويقول الحمد لله الذى جعلني أجد في سبيل الله وفي سبيل ديني هذا البصاقوهذا الشتم وهذه الإهانة ، وكان في داخله إصرار على أن ينقذ هذه المرأةو بناتها من معاناتها . أحسَّ بأن الدنيا كلها سوف تفتح أبوابها له إذاأنقذ تلك الأسرة منالضياع . فأخذيدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابة و يطلب من الله أن يعينه علىإنقاذ تلك الأسرة من معاناتها إلى الأبد ،كان الحزن يعتصر في قلبه و كانشغلهالشاغل أن يرى ذلك السكير من المهتدين.
فحاول زيارتهعدة مرات وفي أوقات مختلفة فلم يجد إلا ما وجد سابقاً ، حتى أنه قرر فيإحدى المرات أن لا يبرح من أمام بيته إلا ويتكلم معه ، فطرق عليه البابفي يوم من الأيام فخرج إليه سكران يترنح كعادته ، وقال له : ألم أطردكمن هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور و قد طردتك ؟!!
فقال له : هذاصحيح ، ولكنى أحبك في الله وأريد الجلوس معك لبضعدقائق و الله عز وجل يقول علىلسان نبيه صلى الله عليه و سلم : من عاد أخاً له فيالله ناداه مناد من السماء أن طبت و طاب ممشاك و تبؤت من الجنة منزلاً .
فخجل السكير من نفسه أمام الالحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلقاهمنه ، وقال له : و لكن أنا الآن أشرب المسكر ، وأنت يبدو في وجهكالصلاح و التقوىولا يمكننى أن أسمح لك لكي ترى ما في مجلسي من خمور احتراماً لك.
فقال له: أدخلنى في مكانك الذى تشرب فيه الخمر ودعنا نتحدث وأنت و تشرب خمرك فأنا لمآتي إليك لكي أمنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط.
فقال السكير: إذا كان الأمر كذلك فتفضل بالدخول ، فدخل لأول مرة بيته بعد أن وجدالأمرين في عدم استقباله وطرده ، و أيقن أن الله يريد شئياً بهذا الرجل .
أدخله إلىغرفته التى يتناول فيها المسكر ، وتكلم معه عن عظمة الله ، وعن ما أعد اللهللمؤمنين في الجنة ، وما أعد للكافرين في النار وفي اليوم الآخر ، وفيالتوبة ، وأن الله يحب العبد التائب إذا سأله الهداية ، ثم تكلم في أجرالزيارة وما إلى ذلك ، وأن الله يفرح بتوبة العبد التائب ، فإذا سأله العبدالصالح قال الله له لبيك عبدي ( مرة واحدة ) ، وإذا سأله العبد المذنبالعاصي لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي ( ثلاث مرات ) .
وكان يرى أسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر ، وهو ينصت إليهبجوارحه كلها ، ولم يحدثه عنالخمرة وحرمتهاأبداً و هو يعلم أنها أم الكبائر ، وخرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدةفي الخمر ، فأذن له بالخروج على أن يسمح له بين الحين و الحين بزيارتهفوافق وانصرف .
بعد ذلكبأيام عاد إليه فوجده في سكره ، و بمجرد أن طرق الباب عليه رحب به وأدخلهالى المكان الذى يسكر فيه كالعادة ، فتحدث ذلك الشاب عن الجنة وما عند للهمن أجر للتائبين النادمين ، ولاحظ بأن السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينماهو يتكلم فأحس أنه أصبح قريباً منه ، وأنه بدأ يكسر أصنام الكؤوس في قلبهشيئاً فشيئاً ، وأن عدم مواصلته للشرب دليل على أنه بدأ يستوعب ما يقال له، فأخرج من جيبه زجاجة منالطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له وخرج مسرعاً ، وكانسعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ.
فعاد بعد أيام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة أخرى تماماًوان كانفي حالة سكر شديدة ، و لكن هذه المرة بعد أن تكلم الشاب عن الجنة وما فيهامن نعيمأخذ يبكي السكير كالطفل الصغير ويقول : لن يغفر الله لي ابداً ، لن يغفر اللهليأبداً وأناأكره المشائخ ، وأهل الدين ، والاستقامة ، وأكره الناس جميعاً ، وأكرهنفسي ، وإننى حيوان سكير لنيقبلني الله ، ولن يقبل توبتي حتى وإن تبت ، فلو كانالله يحبني ما جعلني أتعاطى المسكرات ، ولا جعلني بهذه الحالة ، وهذا الفسقوالفجورالذي أعيش فيه من سنوات مضت .
فقال لهالشاب الصالح و هو يحتضنه : إن الله يقبل توبتك ، وإن التائب من الذنب كمن لاذنب له ، وإن باب التوبة مفتوح و لن يحول بينك وبين اللهأحد وإن السعادة كلها في هذا الدين ، وإن القادم سوف يكون أجمل لو سألتالله الهداية بقلب صادق مخلص ، و ما عليك إلا أن تسأل الله مخلصاً في طلبالهداية والله عز وجل يقبلك ، وأن قيمته عند الله عظيمة ، وأشار إليه بأنهعلى سفر الآن مع مجموعة من أصدقائه المشائخ إلى مكة المكرمة ، و عرض عليه أنيرافقهم فقال له السكير و هو منكسر القلب : ولكن أنا سكران ، وأصدقائكالمشائخ لن يقبلوا بمرافقتي .
فقال له : لا عليكهم يحبونك مثلي ، ولا مانع لديهم أن ترافقهم بحالتك الراهنة ، فكل ما فيالأمر هو أن نذهب إلى مكة المكرمة للعمرة ، فإذا انتهينا عدنا إلى مدينتنامرة اخرى ، وخلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا.
فقال السكير : و هل تسمحون لي أن آخذ زجاجتي معي ، فأنا لا أستغنيعنها لحظة واحدة .
فقال له : الشاب الصالح بكل سرور خذها معك إن كان لا بد من أخذها .
كانت نظرةهذا الشاب الصالح بعيدة جداً جداً رغم خطورة أن يحمل زجاجة الخمر في سيارته، وأن يحمل معه شخصاً سكيراً و سكران في نفس الوقت ، فالطريق إلى مكةممتلئ بدوريات الشرطة ، ولكنه قرر المجازفة من أجل إنقاذ هذه المرأة و أبناءها، فمنيسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر .
فقال له : قم الآن ، واغتسل ، وتؤضأ ، و البس إحرامك .. فخرج إلىسيارته وأعطاه ملابس الإحرام الخاصة به على أن يشترى هو غيرهافيما بعد ،فأخذها ودخل إلى داخل البيت ، وهو يترنح ، وقال لزوجته : أنا سوف أذهبإلى مكة للعمرة مع المشائخ ، فتهللت أسارير زوجته فرحاً بهذا الخبر ، و أعدتحقيبته ، ودخل إلى الحمام يغتسل ، وخرج ملتفاً بإحرامه وهو مازال في حالةسكره ، وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود فيكلامه فلا يرافقهم ، ولم يصدق أن تأتيهذه الفرصة العظيمة لكي ينفرد به عدة أيامويبعده عن السكر ، وأصدقاء السوء ، فلو أفاق فربمالن يذهب معهم أو يدخل الشيطان له من عدة أبواب فيمنعه من مرافقته ، فعندماخرج إليه أخذه ووضعه في سيارته ، وذهب مسرعاً به بعد أن اتصل على أصدقائهمن الأخوةالملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكي يمر عليهم فيمنازلهم و يصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية.
انطلقت السيارةباتجاه مكة المكرمة ، وكان الشاب الصالح على مقودها و بجواره السكير، وفي المقعدة الخلفية اثنان من أصدقائه الذين مرَّ عليهم وأخذهم معه ،فقرأوا طوال الطريق قصار السور وبعض الأحاديث النبوية من صحيح البخاريوكلها في التوبة ، وفي الترغيب والترهيب بما عند الله من خير جزيل و فيفضائل الأعمال .
كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و ( يلخبط ) بها ويكسرفيها كيفماشاء ، وعندما يأتي الدور عليه يقرأونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ماأخطأ فيها بدون أن يقولون له أنت أخطأت ، وأنه لا يعقل أن يخطىء أحد فيالفاتحة ،و هكذاحتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات ، و قرأوا الأحاديث المختلفةفي فضائل الأعمال ، وهو يسمع ولا يبدي حراك ، وقبل الوصول إلى مكةقرروا الثلاثة الأصدقاء أن لا يدخلوا مكة إلا وقد أفاق تماماً صاحبهم من السكر، فقرروا المبيت في إحدى الاستراحات على الطريق بحجة أنهم تعبوا ويريدونالنوم إلى الصباح ، ومن ثم يواصلون مسيرهم ، وكان يلح عليهم بأنه بإمكانهقيادة السيارة على أن يناموا هم أثناء قيادته السيارة ، فهو لن يأتيهالنوم أبدا فقالوا له : جزاك الله خير وبارك الله فيك ، نحن نريد أن نستمتعبرحلتنا هذه بصحبتك ، وأن نقضي أكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض. فوافق على مضض ، ودخلوا إحدىالاستراحات المنتشرة على الطريق ، و أعدوا فراشصاحبهمالسكير وجعلوهبينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه ، فقاموا يتذاكرون آداب النوم ، وكيف ينامونعلى السنة كما كان المصطفى عليه الصلاة و السلام ينام ، وكان ينظر إليهم ،ويقلدهم ، وما هي إلا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق .
استيقظوا الثلاثةقبل الفجروأخذوا يصلون في جوف الليل الأخير و يدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه منمفعول الكحول ، وكانوا يسجدون ويبكون بين يدي الله أن يهديه و يرده لدينهرداً جميلاً ، وبينما هو نائم إذ استيقظ ورآهم يصلون قبل الفجر ، ويبكون، ويشهقون بين يدي اللهسبحانه وتعالى ، فدخل في نفسه شئياً من الخوف ، وبدأ يستفيق من سكره قليلاً قليلاًً، وكان يراقب ما يفعله أولئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كانيخفى به جسده الواهي وهمومه الثقيلة ، وخجله الشديد منهم ومن الله عز وجل . فأخذيسأل نفسه كيف أذهب مع أناس صالحين يقومون الليل ويبكون من خشيةالله وينامون ويأكلون على سنةالمصطفى صلىالله عليه و سلم و أنا بحالة سكر ، و تتشابكت الأسئلة في رأسه حتى بدا غيرقادر على النوم مرة أخرى ، بعد فترة من الزمن أذن المؤذن للفجر فعادوا إلىفرشهم وكأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم، وما هى إلا برهة حتى أيقظوه لصلاةالفجر ، ولميعلموا بأنه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء ، فقام وتؤضأ ودخلالمسجد معهم وصلىالفجر ، وقد كان متزناً أكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكرتنجلي تماماً من رأسه، فصلىالفجر معهم و عاد إلى الاستراحة بصحبة أصدقائه الذين أحبهم لصفاتهم الجميلة، وتمسكهم بالدين ، وإكرامهم له ، والتعامل معه بإنسانية راقية لم يرها منقبل .
بعدها أحضرواطعام الإفطار ، وكانوا يقومون بخدمته وكأنه أمير وهم خدم لديه و يكرمونهويسلمون على رأسه و يلاطفونه بكلمات جميلة بين الحين و الحين ، فشعربالسعادة بينهم ، وأخذ يقارن بينهم و بين جيرانه الذين يقول بأنه يكرههم، انفرجت أسارير الرجل بعد أن وضع الفطور ، فتذاكروا مع بعضهم البعضآداب تناول الطعام والطعام موجود بين أيديهمهو يسمع ما يُقال ، فأكلوا طعامهم وجلسوا حتى ساعة الإشراق ، فقاموا وصلوا صلاةالاشراق و عادواإلى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحاً لكي يتأكدوا من أن صاحبهمأفاق تماماً من سكره ، ورجع طبيعياً لوضعه الطبيعى ، فانفرد بصاحبه قليلاًو قال له : كيف أخذتني وأنا سكران مع هؤلاء المشائخ الفضلاء سامحك الله .سامحكالله ، ثم إنى وجدت زجاجتي في السيارة ، فمن أحضرها ، فقال له الشابالصالح : أنا أحضرتها بعد أن رأيتك مصرّ على أخذها وأنك لن تذهب معناإلا بها فقال له : و هل شاهدها أصحابك ، فقال له : لا لم يشاهدوها فهيداخل كيس أسود لا يظهر منها شئياً ، فقال الحمد لله أنهم لم يشاهدوها .
تحركوا بعدذلك إلى مكة وصاحبهم معهم ونفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد أنتحركوا فقرأوا قصار السور وبعض الأحاديث في الترغيب والترهيب أثناء رحلتهم، ولكن لاحظوا هذه المرة أنه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكلأفضل من السابق ،وخلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلوا إلى مكة المكرمة ودخلو إلىالبيت الحرام ،وكانو يكرمون صاحبهم السكير كرماً مبالغاً فيه في بعض الأحيان أملاً فيهدايته ، فطافوا وسعوا وشربوامن زمزم ، فاستأذنهم أن يذهب إلى الملتزم فأذنوا له ، وذهب ..أمسك بالملتزم و أخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذيكان يرافقهو يقف بجواره أن أركان الكعبة تهتز من بكاء السكير ونحيبه ، وأن دموعهأغرقت الساحة المحيطةبالكعبة ، فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله ، ويسمع دعائه فيؤمنخلفه ..كان يئن وصاحبه يئنمثله ، كان منظراً مروعاً أن ترى منظر بهذا الشكل ، كان يدعو الله أنيقبل توبته، ويعاهد الله أن لا يعود إلى الخمرة مرة أخرى وأن يعينه على ذلك ، فلم يكنيعرف منالدعاء غير: يارب ارحمنى ..يا رب أسرفت كثيراً فارحمنى أنت رب السموات والأرض ..إن طردتني من باب رحمتك فلمنألتجأ ..إن لم تتب عليّ فمن سواك يرحمني..يارب إن أبواب مغفرتكمفتوحة ، وأنا ادعوك يارب فلا تردني خائباً .
كان دعاؤهمؤثراً جداً لدرجة أنه أبكى المجاورين له ،كان بكاؤه مريراً جداً تشعربأن روحه تصعد إلى السماء حين يدعو ربه ،كان يبكي ويستغيث حتى ظنّ صاحبهأن قلبه كاد أن ينفطر ، استمر على هذا المنوال أكثر من ساعة وهو يبكي ،وينتحب ويدعو الله وصاحبه من خلفه يبكى معه ، منظر مؤثر فعلاًحين يجهشبالبكاء .. رجلاً تجاوز الاربعين ، ومتعلق بأستار الكعبة ، وأكثر ما جعلهيبكي هو أنه كان يقول : يا رب إن زوجتي أضربها وأطردها إذا غبت في سكريفتب علي يا رب مما فعلت بها ، يا رب إن رحمتك وسعت كل شئ وأسالك يا رب أنتسعني رحمتك ، يا رب إني أقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين ، يا رب إن لمترحمنى فمن سواك يرحمني ، يا رب إني تائب فاقبلني فقل لي يا رب لبيك لبيكلبيك عبدي ، يا رب إني أسالك لا تشح بوجهك عني ،يا رب انظر إليّ فإنني ملأت الارضبالدموع على ما كان مني ، يا رب إني بين يديك ، وضيف عليكفي بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني به البشر ، فالبشر يا ربي إن سألتهممنعوني وإن رجوتهم احتقروني ، يا رب اشرح صدري ، وأنر بصيرتي ، واجعلاللهم نورك يغشاني ، وكرّه إلي حبّ الخمور ما أحييتني ، يا رب لا تغضبمني ولا تغضب عليّ فكم أغضبتك بذنوبي التى لا تحصى وكنت أعصيك وأنت تنظرإلي ..
كان صديقه في هذه الأثناءيطلب منهالدعاء له ، فكان يزداد بكاءه ويقول يا رب أمن مثلي يطلب الدعاء ؟!! يا رب إني عصيتك خمس وعشرينعاماً فلا تتركني ولا تدعني أتخبط في الذنوب ، يارب إنى فاسقفاجر أقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين ، يا رب إني أسالك الهدايةوما قرّب إليهامن قولأو عمل وأنا خاشع ذليل منكسر بين يديك ، يا رب إن ذنوبي ملأت الأرض والسمواتفتب عليّ يا أرحم الراحمين و اغفر جميع ذنوبي يا رب السموات و الأرض ،فيشهق ويبكي وأحيانا يغلبه البكاء فلا تسمع إلا صوت حزين متقطع من النحيبوالبكاء.
أذّن المؤذنلصلاة العصر فجلسوا للصلاة والسكير التائب ما زال متعلقا بأستار الكعبةيبكي حتى أشفق عليه صديقه وأخذه إلى صفوف المصلين كي يصلي ويستريح منالبكاء ..أخذه معه وهو يحتضنه كأنه أمه أو كأنه أباه فصلى ركعتين قبل صلاةالعصر كانت كلهابكاء بصوتمنخفض يقطع القلب و يدخل القشعريرة في أجساد من حوله ..إن دعاء زوجته فيالليل قد تقبله الله و إن دعاء الشاب الصالح قد نفع وأثمر ، و إن دعاء أصدقائهفي الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم ، إن الدعاء صنع إنساناً آخر بينليلة و ضحاها ،فبدأ يرتعدصاحبهم خوفاً من الله حين أحس بحلاوة الإيمان ، إن الدعاء في ظهر الغيبحقق النتيجة التي تدله على الهداية ، لقد أشفق عليه أصحابه في هذه الرحلةمن بكاءه، انقضت الصلاة وخرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم ، و لا زالتالدموع تملأ وجهه ،كان أحدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر ، و كان متواضعاً لدرجةكبيرة جداً لاتراه إلا مبتسماً ، فعندمارأى إقبال صاحبهم التائب إلى الله زاد فيإكرامه و بالغ وأصر إلا أن يحمل حذاء ذلك التائب وأن يضعه تحت قدميه عند باب الحرم، هذاالتصرف من حافظ القرآن فجر في صدره أشياء لا يعلمها إلا الله بل يعجز الخيالعنوصفها حين توصف. وفعلاً حمل حذائهُ مع حذائه و خرج به إلى خارج الحرم ، ووضعهمافيقدميه وهوفرح بما يقوم به ، استأجروا فندق مطل على الحرم ، وجلسوا به خمسة أيام وكانصاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات ويمسك بالملتزم و يبكي ويبكي كل منحوله ، وفي الليل كان يقوم الليل و يبكي فتبكي معه الأسرة و الجدران ، ولا تكاد تراه نائماًأبداً ففي النهار يبكى في الحرم ، وفي الليل قائماًيصلي ويدعو الله بصوت يملؤه البكاء ، وبعد أن مضت رحلتهم عادوا إلى مدينتهم، وهم في طريق العودة طلب منصديقه أن يوقف السيارة قليلاً فأوقفها بناء على طلبهفأخرج التائب زجاجة الخمر منذلك الكيسالأسود أمام صديقه ومرافقيه وسكب ما فيها وقال لهم : اشهدوا عليّ يومالموقف العظيم أني لن أعود إليها ثانية ، وأخذ يسكب ما فيها وهو يبكي علىذنوبه التى ارتكبها و يعدد ما فعله بأسبابها ، وكانت عيون مرافقيه تغرغربالدموع و تحشر كلمات تنطق من أعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانتالدموع أبلغ من لغة الكلام فبكوا . وتحركوا بعد ذلك وهم يبكون مثله ، و بدأ الصمت يختلطبالنحيب ، وبدأالبكاء يختلطبالبكاء ، و قبل أن يصلوا إلى مدينتهم قالوا له : الآن تدخل إلى بيتكمتهلل الوجه عطوفاً رحيماً بأهلك ، وأعطوه نصائح عديدة في كيفية التعاملمع الأبناء والزوجة بعد أن منَّ الله عليه بالهداية ، وأن يلزم جماعةالمسجد المجاور له ، وأن يتعلمأمور دينهمن العلماء الربانين ، فالله عز وجل يقبل توبه التائب ويفرح بها ، و لكنالاستمرار على الهداية و التوبة من موجبات الرحمة و الهداية ، فكان يقول : واللهلن أعصىالله أبداً ، فيقولون له: إن شاء الله والدموع تملأ أعينهم .
وصل إلى بيته ودخل على زوجته وأبنائه وبناته وكان في حال غير الحالالتى ذهب بها ..لم تحاول الزوجةأن تخفيفرحتها بما شاهدته ، فأخذت تبكي و تضمه إلى صدرها ، وأخذ يبكي هو الآخرويقبّل رأسها ويقبّل أبنائه و بناته واحداً تلو الآخر وهو يبكي ، وما هىإلا فترة وجيزةحتى استقامعلى الصلاة في المسجد المجاور له ، وبدأت علامات الصلاح تظهر عليه ، فأصبح ذو لحية ناصفهاالبياض ، وبدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة والسرور، وبدا كأنهمولود من جديد .
استمر على هذا الحال فترة طويلة ، فطلب من إمام المسجد أن يساعدالمؤذنفي الأذان للصلاة يومياً فوافق وأصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعدأنانتقل المؤذن الرئيسي إلى الرفيق الاعلى ، وبدأ يحضر حلقات العلم و الدروس والمحاضرات بالمسجد، ثم قرر أن يحفظ القرآن فبدأ بالحفظ فحفظه كاملاً عن ظهر قلب وخلالهذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره باستمرار ويعرفه على أهل الخيروالصلاح حتى أصبح من الدعاة الى الله و اهتدى على يديه العديد من أصدقائهالذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى ، وأصبح إمام للمسجد المجاورله و لا يزال بحفظالله ورعايته الى يومنا هذا من الدعاة و إماماً لمسجد الحي .
هام : هذه القصة واقعية و ليست من نسج الخيال


أرجو من اللهأن يجعل لنا في هذه البادرة العبرة ، وأن يحقق الفائدة المرجوة منه لي ولكم ولكافة المسلمين . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلهوصحبه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.jerrara.tk
 
قصة اليوم : أيها الدعاة ..هل من معتبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المرجو منكم إخواني الأفاضل و أخواتي الفضليات التسجيل معنا و مشاركتنا بما تفيض به أقلامكم  :: روائع القصص المؤثرة :: قصص مؤثرة للشباب-
انتقل الى: