ما عُبدَ اللهُ بأفضل من...
تقديم:
كلُّ العبادات مقرّبة إلى الله تعالى، صغيرها وكبيرها، لكنّ بعضها أبلغ في القُرب، أو هو أقربُ للتقوى، أو أحبّ إلى الله، وإن كانت كلُّ عبادات العبد – مع توفّر شروط الإخلاص – إليه حبيبة.
وقد يفعل (أفعلْ) التفضيل فعله في تحسيس العبد وإشعاره أنّ هذه العبادة وتلك الطاعة، وذي الخصلة فيها من زخم العبادة وكثافة التقرُّب ما ليس لغيرها لخصوصية ذاتية تحملها، أو لمعرفة العارفين بالله وبها، والذين أفادونا مشكورين بقيمتها الإستثنائيّة.
الإلفات إليها.. دعوة مبطّنة أو غير مباشرة للعمل والأخذ بها لا يكونها أعظم أجراً فقط، بل لأنّ مردودها الإجتماعي والذاتي واسع كبير أيضاً، ولهذا فُضِّلت على سواها.
بين يديك بعض ما استطعنا اقتباسه من بين الأحاديث والروايات التي أشارت لهذه الأفضليّات أو المحبوبات عند الله عزّوجلّ.
1- طولُ الحزن:
رُوِي عن رسول الله (ص) قوله: "ما عُبِدَ اللهُ عزّوجلّ على مثل طول الحُزن".
وعن زين العابدين (ع): (إنّ الله يُحبُّ كلَّ قلب حزين، ويُحبُّ كُلَّ عبدٍ شكور).
2- أداء حقّ المؤمن:
وجاء عن حفيده الصادق (ع): (ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن)، بل وأداء حقّ المسلم بصفة عامّة.
3- الدُّعاء:
وورد عن النبي الأكرم (ص): "ما من شيء أكرم على الله تعالى من الدُّعاء".
لقوله تبارك وتعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَو لَا دُعَاؤُكُم) (الفرقان/ 77).
4- المسألة:
وعن محمّد الباقر (ع): (ما من شيء أحبّ إلى الله من أن يُسألَ ويُطلَب ما عنده"، لأنّه خير مسؤول وكل مسؤولٍ غيره يسأله ويستعطيه.
5- العقل:
وجاء عن موسى الكاظم (ع): (ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضل من العقل).
6- عفّة البطن والفرج:
وأُثِرَ عن الصادق (ع) قوله: (ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج).
7- الصمت وارتياد المسجد:
وعنه (ع) أيضاً: (ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضل من الصمت والمشي إلى بيته).
8- الصمت والصوم:
في (حديث المعراج) القُدسيّ: "يا أحمد، ليس شيء من العبادة أحبّ إليَّ من الصمت والصوم".
9- الزُّهد:
قال رسول الله (ص): "ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضل من الزُّهد في الدُّنيا".
10- خطوتان:
قال علي بن الحسين (ع): (ما من خطوة أحبّ إلى الله عزّوجلّ من خطوتين: خطوة يسدُّ بها المؤمن صفاً في الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع).
11- جرعتان:
وجاء عن علي (ع): (مِن أحبّ السُّبُلِ إلى الله جرعتان: جرعةُ غيظ (غضب) تردّها بحلم، وجرعةُ حزن تردّها بصبر).
12- قطرتان:
وعنه (ع) أيضاً: (مِن أحبّ السُّبُلِ الله قطرتان: قطرة دمع في جوف الليل، وقطرةُ دم في سبيل الله).
13- إدخال السرور على المؤمن:
وروي عن الصادق (ع): (ما عُبِدَ اللهُ بشيء أحبّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن).
14- التنفُّل:
في الخبر، عن النبي (ص): "ما تقرّب إليَّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي المؤمن يتنفّل حتّى أحبُّه، ومَن أحببته كنتُ له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيِّداً، إن سألني أعطيتُه، وإن دعاني أجبتُه".
- تنبيه!!
الإنشغال بالفرائض (الواجبات) أولى من الإنشغال بالنوافل والتقصير في الفرائض، والحديث يشير إلى أهمية الفريضة، مثلما يعطي للنافلة قيمتها، فيُرجى الإنتباه.
15- الفقه في الدين:
وورد عنه (ص): "ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضل من الفقه في الدين". أي معرفته معرفة مُتعمِّقة في عقائده وأحكامه وأخلاقه.
16- ذِكر الموت:
وجاء في الأثر عنه (ص) أيضاً: "مَنْ أكثرَ ذِكرَ الموت أحبّه الله".
- تنبيه!!
ذِكرُ الموت أي ذكر انقطاع الإنسان عن الدُّنيا، فلا مجال لعمل أو تدارك نقص، أو توبة، وأنّ ما بعد الموت أعظمُ وأدهى، وأنّ الإنسان إذا مات قامت قيامته، وأنّه سيكشف الغطاء عنه فيرى ما لم يكن يراه، وإنّه إمّا إلى جنّة وإمّا إلى نار.. وهكذا.
17- المداومة على الإخاء القديم:
وقال (ص): "إنّ تعالى يحبّ المداومة على الإخاء القديم، فداوموا عليه".
18- بغض أهل المعاصي:
وقال الصادق (ع): "طلبتُ حبَّ الله عزّوجلّ فوجدتهُ في بُغض أهل المعاصي".
19- التوازن:
وقال الباقر (ع): إنّ الله يحبُّ المُداعبَ بالجماعة بلا رفث، المُتوحِّد بالفكرة، المُتحلِّي بالصبر، المُساهر بالصلاة".
20- الحيّي الحليم:
قال رسول الله (ص): "إنّ الله يُحبُّ الحيّي الحليم العفيف المُتعفِّف".
21- قيام.. وصدقة.. وجهاد:
وفي الخبر، عن النبي (ص): "ثلاثة يُحبّهم الله عزّوجلّ: رجلُ قام من الليل يتلو كتابَ الله، ورجلٌ تصدّق بيمينه، يخفيها عن شماله، ورجلٌ كان في سَريّة فانهزم أصحابه فاستقبل العدوّ".
22- كشفُ الضُرّ:
قال علي (ع): (ما من عمل أحبّ الله تعالى من ضُرّ يكشفهُ رجلٌ عن رجل).
وورد عنه (ع) في المعنى ذاته: (مُصيبةٌ في غيرك لك أجرُها، خيرٌ من مصيبةٍ لك لغيرك ثوابُها وأجرها).
وقال (ع): (لا تؤخِّر إنالة المحتاج إلى غد، فإنّك لا تدري ما يُعرض لك ولهُ في غد).